أن يفوز الهلال ويخسر النصر هذا طبيعي جدا، وأن يكسب النصر ويُهزم الهلال عادي جدا، لكن غير الطبيعي وغير العادي أن يمر فوز أحدهما على الآخر مرور الكرام. فثمة مدرجان صعب أن يمررا المكسب والخسارة دونما أن يسجلا عبر الحالتين شيئا للتاريخ من خلال مساجلات تنقلنا من حال إلى آخر. هذه المرة لندن شهدت على ديربي للتاريخ نال من خلاله الهلال كل الأولويات من حيث الأداء والتسجيل ورفع كأس السوبر. قلت غير مرة يتغير المنافسون والهلال ثابت، وأعود اليوم للقول تتغير المنصات والبطل هلال، فهل في كلامي ما يغضب. ما راق لي في المباراة «الحدث» هي الروح العالية التي سادت بين قطبي العاصمة، وهنا مكمن الروح الرياضية التي يتشدق بها كثر ولا يطبقها إلا قلة. صورة المدرجات الممتلئة بشعارات وشالات النصر والهلال كانت في قمة الروعة، لكن المزعج أن ثمة صورا قدمها المخرج لم تكن مقبولة بل هي من استفزت كثراً وأنا أولهم. كرة القدم لعبة نبيلة وأنبل ما فيها أنها للجميع يتساوى في عشقها كل الطبقات، لكن السوبر اللندني اختار طبقة أخرى تختلف عن الطبقات التي أنتمي لها وبكل فخر. لماذا فاز الهلال؟ سؤال تقليدي يطرح في عصر المتغيرات، لكن لا ضير أن أقول كسب الهلال كونه الأفضل في كل شيء، بمعنى أن الفريق أظهر شخصية البطل من الدقائق الأولى بقيادة أجانب من العيار الثقيل وجيل جديد كل لاعب يقول لزميله لا تأتي الفرصة في الهلال إلا مرة واحدة. النصر الذي كان أمس عنوانا للجمال.. اليوم بات في نظر بعض كتابه ومحبيه ضعيفا وهشا، فهل مثل هذا الكلام «يدش العقل». صحيح أن هناك ما يمكن أن يطرح حيال الذي قدمه النصر من أداء، وصحيح أن الاستعداد لم يرق لدرجة الجيد، لكن الأصح أن النصر ما فقد ما يجعل بعض أهله ينقلبون عليه بهذا الشكل. ما يثير الغرابة والاستغراب في آن واحد هو أن بعضا من أحبتنا في الاتحاد السعودي لكرة القدم ظهروا في الإعلام بعد المباراة بوجه مختلف عما كانوا عليه قبل المباراة. فقول أحدهم إن سوبر لندن حقق أهدافه كان بمثابة كلام مرسل لا مضمون له.. أما قول الآخر والذي قال نجاح تجربة السوبر في لندن رد قاس على كل الرافضين له فذكرني بما مضى. وفي كلا الرأيين أو التصريحين ما يناقض ما كانت عليه أقوالهم قبل المباراة. أخيرا مبروك للهلال السوبر الفخم وخيرها في غيرها يا نصر.