جرت العادة في أغلب المجتمعات الراقية أن يتم الاستفادة من بعض المشاهير الذين يشكلون مصدر إلهام للأجيال القادمة، فيأخذون على عاتقهم توعية الناس، وتقديم نماذج من السلوكيات الإيجابية، أو التحذير من التصرفات الخاطئة. مقابل ذلك وفي مجتمعات أخرى، ينسى البعض من الوجوه المعروفة إعلاميًا، كل حسب مجاله، أن هناك جيلًا يُتابعه وبالأخص صغار السن الذين يتخذونه أنموذجًا فيتأثرون به وبسلوكياته حتى وإن كانت معيبة في بعضها، ظنًا منهم أن كل هذه السلوكيات هي التي أوصلته إلى طريق الشهرة، فجعلته معروفًا بين أفراد المجتمع. ربما لا يعلم هذا الذي تُطلق عليه الألقاب والمسميات، أن الشهرة التي اكتسبها هي أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة، فهو بذلك قد أصبح قدوة لبعض الشباب، يتابعون تحركاته ويتلمسون خطواته وقد لا يترددون أيضًا في تقليد مظهره أو محاكاة طريقة كلامه، وهو الأمر الذي بينه بوضوح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – خلال لقاءه الأسبوع الماضي بمسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضيين، وعبر كلماته الضافية التي ألقاها على مسامعهم. (إن الشباب هم عماد الأمة وركيزتها الأساسية للنهضة والحضارة).. (الشباب سفراء لبلادهم ومجتمعهم، وعليهم مسؤولية كبيرة، فالنشء يتابعهم ويتأثر بهم، وعليهم أن يكونوا قدوة لهم، ويجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم، والتنافس يجب أن تحكمه قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب). كلمات قليلة، لكنها جامعة وهادفة، حيث تضع الشباب أمام مسؤولياتهم الكبيرة، أولها الأخلاق الرياضية والتنافس الشريف، سيما وأن الوطن يعتني بالشباب والرياضيين ويقدم لهم كل ما يساعدهم على أداء رسالتهم، كونهم هم المستقبل، وهم المؤثرون في الناشئةا لذين يتابعون أخبارهم وحياتهم. في كلمة المليك دعوة صريحة إلى حب الوطن وتعزيز الانتماء، وتأسيس منهج لنبذ التعصب الرياضي ومحاربته، لما يشكله من تنافر بين أبناء الوطن، ولذا يجب على كل الشباب والرياضيين السعوديين أن يأخذوا من توجيه المليك هذا منهاجًا لهم في حياتهم العملية والرياضية، وأن يعوا تمامًا دورهم ومسؤولياتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم، فهم القدوة للناشئة، وهم سفراء لبلادهم بحضورهم الهادف ومشاركتهم الفاعلة مع كل ما يرفع شأن الوطن ويعلي كلمته في المجتمعات والمحافل الدولية. تويتر AliMelibari@