صدر مؤخراً قرار محكمة الكاس في الشكوى المقدمة من اللاعب سعيد المولد ضد العقد الذي أبرمه مع نادي الاتحاد السعودي لكرة القدم وكان القرار مخيباً لرأي الشارع الرياضي حيث ردت محكمة الكاس القضية نظراً لعدم الاختصاص، ذلك لعدم قبول فخامة الرئيس العام للاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد الاحتكام لمحكمة دولية كمحكمة الكاس، تعني بالتحكيم في القضايا الرياضية الشائكة على المستوى الدولي، كقضية سعيد المولد التي تعتبر جديدة على الوسط الرياضي السعودي، في تخوف صريح من الاتحاد السعودي ولجانه على قرار تم اتخاذه مسبقاً ضد رغبة اللعب التي هي محل الجدال، فما سر ذلك التخوف من احتكام اللاعب لأي محكمة شاء أن يحتكم إليها طالماً أن الاتحاد السعودي مطمئن لصحة قراراته! يبدو أن الاتحاد السعودي لا يتمتع بشخصية قوية كسائر اتحادات العالم ومن الواضح أنه كما زعم البعض أن ضعف شخصية رئيس الاتحاد السعودي ألقت بظلالها على شخصية الاتحاد السعودي بأكمله، فبعد أن صرح أحمد عيد على رؤوس الأشهاد أن بإمكان سعيد المولد اللجوء للفيفا متى ما أراد، ولكن ها هو الآن يعود في قراره ويخشى الاحتكام الدولي، فلماذا كل هذا التخوف من تحكيم الفيفا إن كنت واثق من قرارك يا عيد. نعلم علم اليقين إن لجنة الاحتراف ليست محكمة رياضية، حتى كبديل لمحكمة رياضية بديلة تستهوي أي رياضي يسعى للعدل والإنصاف في مظلمة وقعت عليه، فمن أين يأتيها العدل والإنصاف وهي في الأساس مكونة من أشخاص مجموعين من عدة أندية رياضية عرفوا بميولهم لأندية بعينها، غير مؤهلين تأهيلاً قانونياً للتحكيم بشكل عام أو في المجال الرياضي بشكل خاص، ناهيك أن أعضائها ليس من بينهم من هو ضليع في القانون أكان الرياضي أم العام على حدٍ سواء، فمن أين لهم باستنباط الاحكام أو نقضها، وما بالك برئيس لها يحمل شهادة دكتوراه من جامعة سودانية غير معترف بها، وآمل أن لا يُعد ذلك تقليلاً من شخص ذلك الرئيس أو تلك الجامعة، أو حتى من البلد نفسه و شعبه، ولكن نظام التعليم العالي لدينا يحتم عدم قبول الشهادات الصادرة من جامعات يسهل الحصول منها على الدرجة العلمية بطريقة أو بأخرى، أما باقي أعضاء اللجنة لا يوجد بينهم شخص عرفناه برع في القانون أو كيفية استنباط الأحكام منه، فكل منهم له اختصاص بعيد كل البعد عن القانون الذي هو محور العمل في اللجنة، فأنَّى لك أن تحكم وأنت لا تجيد قراءة ما بين سطور القوانين والأنظمة؟ إن كان بالفعل الاتحاد السعودي لكرة القدم حريص على حل القضايا الرياضية الشائكة في الوسط الرياضي عليه إيجاد محكمة رياضية مستقلة يتمتع أعضائها بالحصانة لا ميول رياضية لهم أو لم يعرفوا بذلك، يعملون بالأنظمة واللوائح المعمول بها في الفيفا ليس نادي الاتحاد يا سعيد خصمك، ولا حتى لجنة الاحتراف أو أحد أعضائها، بل إن خصمه هو رئيس الاتحاد السعودي بصفته وشخصه، ولو لم يكن هو خصمه الحقيقي فلم لم يعطه حقه في التقاضي تحت أي سقف سعيد يراه مناسباً لإنصافه، طالما أنه واثق من اتحاده وسير العمل فيه! بهذا المسلسل تكتمل مسلسلات الإجحاف لجميع الأندية، وبهذا يزيح أحمد عيد آخر درجة أرتقى عليها عندما تخلت عنه جميع الأندية، ليعلن بذلك سقوطه من على رأس هرم الاتحاد السعودي، فالأهلي هو النادي الوحيد الذي بقي في صفه حينما تخلى عنه الباقين. عيد سعيد was last modified: أبريل 12th, 2015 by محمد الراجحي