عندما نتتبع التطور الرياضي في شرق القارة الآسيوية ونقارنه بغربها فيما يخص وضع الأهداف والتخطيط لها والرؤية المستقبلية وتنظيم العمل والمهنية والفكر في المجال الرياضي.. نشاهد بأن الرياضة في شرقها هي منهج وثقافة وحضارة وعمل منظم مبني على أسس وإستراتجيات تقوم على الدراسات والبرامج والشراكات والاتفاقيات وتبادل الخبرات والاستثمار.. وفي غربها هي تنظير واجتهادات وفكر سلبي ومتقادم للمؤسسات الرياضية يعتمد التفرد بالقرار ويغلب عليه العبث والتخبط والعشوائية وربما الفساد.. لذلك لا غرابه أن يتسع الفارق الرياضي بين شرق القارة وغربها وبخطوات متسارعة وتزيد الفجوة ويتفرد الشرق بالسيادة الرياضية والسيطرة. وبما أن التواجد الأولمبي وتحقيق الميداليات وتسجيل مراكز جيدة في جدول الترتيب أحد أهم مقياس جدية العمل ومؤشر للنجاح.. نجد أن شرق القارة يدخل المنافسات العالمية بقوة وبطموح واستعداد خاص مليء بالحيوية وروح التحدي.. فالصين أصبحت على قمة ترتيب الميداليات في الألعاب الاولمبية مع تواجد مشرف وكبير لكوريا الجنوبية واليابان.. في مقابل غياب شبه تام لدول غرب القارة مع حضور خجول لتسجيل التواجد فقط. لعل في السبعينات كانت الغلبة في رياضة كرة القدم بصفتها اللعبة الشعبية الأولى في العالم تصب لصالح غرب القارة بتواجد إيران والكويت ثم السعودية في الثمانينات.. قبل أن يفرق الشمشون الكوري ويظهر الكمبيوتر الياباني ويعود الكوري الشمالي وينضم للقائمة الضيف الثقيل المنتخب الاسترالي وتتطور اللعبة في العديد من الدول مثل الصين وتايلند وفيتنام والهند.. والجدول التالي يبين مدى حجم هذا الفارق الذي أحدثه الشرق في رياضة كرة القدم. هذا الفارق الذي أحدثته دول الشرق الأقصى في القارة الأسيوية أحث نقلة نوعية وزاد من عمق هذه الفجوة وانعكس أثرها على النتائج مما جعل غربها يواجه فشله بانتكاسة شاملة وتراجع مخيف وتخبط وعشوائية في العمل صاحبها هجوم متكرر على الحكام وعلى الاتحاد الآسيوي ولجانه وأنه غير منصف ومجامل لشرق القارة وذلك في تغطية لواقعه وتخبطه وتبرير لفشله. تويتر TariqAlFraih@