أثارت العروض المتواضعة التي قدمها فريق الاتحاد الأول لكرة القدم مع مدربه الجديد، الروماني فيكتور بيتوركا قلق عشاقه، وبات الكثير منهم على يقين بأن فريقهم سيخرج من الموسم الحالي خالي الوفاض.. وهو أمر تكرر كثيراً في السنوات الأخيرة. ففي المباريات الثلاث التي لعبها العميد تحت قيادة في دوري جميل، خسر أمام هجر (صفر/1) وأمام التعاون (3/4) وتعادل مع الهلال (صفر/صفر) ولم يقدم الفريق ما يؤكد قدرته على المنافسة على لقب الدوري، وبات بعيداً عن النصر المتصدر بفارق (6) نقاط رغم أن الفريقين تصدرا الدوري طوال الأسابيع ال7 الأولى ب(7) انتصارات. فنياً، ظهر الفريق تائهاً في المباريات الثلاث فلم ينجح دفاعياً ولم يقنع هجومياً، وأهدافه الثلاثة أمام التعاون جاءت عن طريق لاعب واحد هو البرازيلي ماركينيو من تسديدة بعيدة وركلة جزاء وركلة حرة مباشرة، وبدا واضحاً أن مشاكل الفريق ليست محصورة بمركز واحد فالفريق يعاني في جميع خطوطه، فحارس مرماه فواز القرني تسبب في الكثير من الأهداف التي ولجت مرماه وهو يتحمل على الأقل مسؤولية هدفين من أهداف التعاون، والثقة الزائدة بالنفس التي يلعب بها والتي تصل إلى درجة الغرور تعود لمعرفته التامة بأن مكانه في تشكيلة الفريق الأساسية محجوز سلفاً، لأن مستوى الاحتياطيين هاني الناهض وعبد العزيز التكروني لا يؤهلهما للعب كأساسيين. دفاع الفريق كان السبب الأبرز لمشاكله، ورغم تعاقب (3) مدربين على الفريق خلال الموسم الحالي، إلا أن أياً منهم لم يستطع إيجاد التفاهم والتجانس المطلوبين بين لاعبين يلعبان معاً كقلبي دفاع، والسبب ببساطة أن جميع اللاعبين الذين تم تجريبهم لا يصلحون للعب في هذا المركز الحساس، ولأن بيتوركا أدرك هذا الأمر منذ قدومه إلى جدة، اضطر للعودة إلى دفاتر العميد القديمة وأخرج منها حمد المنتشري عله يجد عنده الدواء الشافي لمشاكله الدفاعية، ولكن الزمن ترك آثاراً واضحة على أفضل لاعب في آسيا عام 2005، فبدا ظلاً لمنتشري أيام زمان فتاه وتاه معه الدفاع. وسط الفريق أحد أقوى خطوطه أيام زمان أصابه الوهن، والمراهنة على يحيى دغريري وتركي الخضير أثبتت فشلها، وحتى محمد أبو سبعان بدا تائهاً أمام التعاون فلم يساند الدفاع ولم يدعم الهجوم، وأكثر ما أثار الاستغراب حتى الآن عدم قناعة بيتوركا بجمال باجندوح، رغم أن الأخير أحد أفضل لاعبي المحور في الملاعب السعودية. لا أحد يستطيع ان ينكر موهبة مختار فلاته التهديفية، ولكن الأخير أضاع الطريق إلى المرمى وبدا شبحاً لمختار الموسم الماضي ثاني هدافي الدوري ب20 هدفاً وبفارق هدف واحد عن ناصر الشمراني، ورغم ذلك أصر بيتوركا على الدفع به كأساسي ولم يمنح الفرصة لعبد الرحمن الغامدي سوى لدقائق قليلة، في ظل غياب العاجي ياكونان بسبب الإصابة التي غيبته عن السواد الأعظم من مباريات الفريق. مشكلات الاتحاد يتحملها الإدارة والمدرب واللاعبين، فالإدارة وضعت ثقتها بالمدرب خالد القروني الذي أشرف على إعداد الفريق واختار لاعبيه الأجانب، ورغم النصائح التي قدمت إليها وجميعها أجمعت على أن العميد أكبر من القروني، إلا أنها أصرت على بقاءه قبل أن تتراجع عن موقفها وتقيله عند أول سقوط للفريق أمام العين الأماراتي في دوري أبطال آسيا. ورغم أنه لا يمكن الحكم على مدرب خلال ثلاث مباريات، إلا أن وضع الفريق تحت قيادة بيتوركا غير مطمئن، فالأخير أشرك لاعبين غير جاهزين لا فنياً ولا بدنياً وبعيدين عن أجواء المباريات منذ فترة ليست بالقصيرة (دغريري ومنشري والخضير)، وأبقى إلى جانبه على دكة البدلاء لاعبين أكثر جاهزية، واللعب بمصيدة التسلل طريقة أكل الدهر عليها وشرب ولم يعد أحد يعتمد عليها منذ اعتزال مبارك عنبر قائد منتخب قطر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وثلاثة من أهداف التعاون الأربعة جاءت عن طريق كسر مصيدة التسلل. ولاعبو الفريق مطالبون ببذل جهد أكبر لتأكيد احقيتهم بارتداء شعار العميد لأن ما قدموه منذ بداية الموسم وليس في المباريات الثلاث الأخيرة فقط، أثار الكثير من علامات الاستفهام ..والانتصارات السبعة التي حققوها جاء معظمها بفارق هدف واحد وعلى فرق تقبع في النصف الأسفل من سلم ترتيب الدوري. يبدو بيتوركا مطالباً وخلال فترة قصيرة بإيجاد حلول ولو مؤقتة لمشاكل الفريق الدفاعية لا سيما وأنه سيواجه أيام 12و19و23 ديسمبر الحالي فريقي الشباب والأهلي في الدوري والهلال في كأس ولي العهد، ونتائج الفريق في المباريات الثلاث ستحدد وبشكل كبير إمكانية منافسته على ألقاب الموسم الحالي، وإلا فإن الفريق سيخوض موسماً آخر للنسيان.