يسعى الأهلي المصري لإهداء كرة القدم المصرية اللقب الأفريقي الوحيد الغائب عن خزائنها حتى الآن وهو كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية الأفريقية) عندما يلتقي مع ضيفه سيوي سبور بطل كوت ديفوار في إياب نهائي المسابقة غدا السبت بالعاصمة المصرية القاهرة. ومنذ انطلاق البطولة عام 1992 فشلت الأندية المصرية في الحصول على اللقب، كما أنها أخفقت حتى في بلوغ النهائي سوى مرة واحدة فقط وذلك عندما خسر الإسماعيلي اللقب أمام شبيبة القبائل الجزائري عام 2000. وكانت مباراة الذهاب التي جرت يوم السبت الماضي بمدينة أبيدجان قد انتهت بفوز سيوي سبور 2/ 1 وهو ما يجعل الأهلي يكفيه الفوز بهدف نظيف للتتويج بالكأس للمرة الأولى في تاريخه وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية فوزا بالألقاب القارية على مستوى العالم. وعلى مدار تاريخه الطويل مع البطولات الأفريقية والذي بدأ عام 1976، توج الأهلي ب19 لقبا دوليا كان آخرها الفوز بكأس السوبر الأفريقي مطلع العام الجاري على حساب الصفاقسي التونسي ليحطم الفريق الأحمر الرقم القياسي السابق المسجل باسم ميلان الإيطالي الذي فاز ب18 لقبا. ولكن لن تبدو مهمة الأهلي سهلة في الحصول على البطولة في ظل الغيابات المتلاحقة التي تطارده، حيث يفتقد الفريق المصري خدمات نجمه محمود حسن تريزيجيه، الذي أحرز هدف الفريق الوحيد في لقاء الذهاب، بسبب الإيقاف، لينضم إلى قائمة الغائبين التي تضم أيضا محمد ناجي جدو وشريف إكرامي وعمرو جمال المصابين. كما تحوم الشكوك بقوة حول مشاركة الظهير الأيسر صبري رحيل بسبب معاناته من شد في العضلة الخلفية وهي نفس الإصابة التي قد تبعد قائد الفريق حسام غالي عن المباراة المرتقبة. وسيكون رهان الأهلي في المباراة على الحضور الجماهيري المكثف بعدما سمحت السلطات المصرية بحضور 25 ألف متفرج لمؤازرة نادي القرن في أفريقيا في المباراة، بعدما ظل الأهلي يعاني طوال مشاركته في البطولة من غياب جماهيره. ويحمل الأهلي على كاهله مهمة رسم البسمة مجددا على وجوه الجماهير المصرية التي تشعر بخيبة أمل عقب إخفاق المنتخب المصري في التأهل لنهائيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي الشهر الماضي. وتأمل الجماهير الحمراء في أن يعود الفريق للظهور بشكله الحقيقي، عقب الأداء المخيب الذي قدمه في مباراة الذهاب، كما يرغب الأسباني خوان كارلوس جاريدو مدرب الفريق في الحصول على لقبه الدولي الأول مع الأهلي الذي تولى تدريبه في تموز/يوليو الماضي. ويعول الأهلي خلال المباراة على خبرة مهاجمه المخضرم عماد متعب وصانع الألعاب وليد سليمان واللاعب الشاب رمضان صبحي ولاعب وسط الملعب حسام عاشور في صنع الفارق وتعويض الغيابات المؤثرة التي يعاني منها الفريق. وتعد هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها الأهلي مع أحد أندية كوت ديفوار في نهائي إحدى البطولات الأفريقية بعدما التقى مع أفريكا سبور في نهائي كأس الأندية أبطال الكئوس (قبل إلغائها) عام 1993 والتي توج الأهلي بلقبها آنذاك. ويمتلك الأهلي سجلا لا بأس به في تاريخ مبارياته مع أندية كوت ديفوار في المسابقات الأفريقية حيث فاز في تسع مباريات مقابل الخسارة في ست مناسبات والتعادل في أربعة لقاءات، علما بأن سيوي سبور هو النادي الإيفواري الثالث الذي يواجه الأهلي بعد أفريكا سبور وأسيك أبيدجان. في المقابل، يكفي سيوي سبور، الذي يشارك في نهائي إحدى المسابقات الأفريقية للمرة الأولى في تاريخه، الفوز أو التعادل بأي نتيجة من أجل الفوز باللقب، وهو ما يجعل مهمته تبدو أسهل نسبيا من نظيره المصري. ويعتمد الفريق الإيفواري على هدافه الخطير روجر أسالي والمهاجم كواو هيرمان والجناح ايسيس اكا بالإضافة إلى كريستيان كوامي وجبوزي هونادجي اللذين أحرزا هدفا الفريق في لقاء الذهاب. ويرغب سيوي سبور في استمرار نتائجه الجيدة خارج ملعبه في البطولة، حيث فاز الفريق في مباراتين وتعادل في مثلهما ولم يخسر سوى في مباراة واحدة كانت أمام الأهلي خلال مبارياته الخمس التي خاضها في المسابقة التي شارك فيها عقب خروجه من دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم. يذكر أن الفائز باللقب سيواجه فريق وفاق سطيف الجزائري، بطل دوري أبطال أفريقيا هذا العام، في بطولة كأس السوبر الأفريقي في شهر شباط/فبراير المقبل بالجزائر.