انتظر الهلاليون أن تلج كرة ناصر الشمراني مرمى العين لتريح أعصابهم المتوترة، لكنها اصطدمت بالقائم، الأنبوب الثلاثي عاند كرة نيفيز قبلها بدقائق أيضاً، الوضع العام في هذا الوقت لا يسير في صالح الهلال، فالعين هو من يبحث عن الفوز بعيدا عن بلده، وليس الهلال الذي يلعب على أرضه، أظن أن التوتر هو الذي يدرب الفريق، والتالي حكم عطاءهم، وليس الروماني ريجي!! صديقي بعد أن انتهى الشوط الأول قال: فريقنا ما (يزبّن)!.. والتزبين يعني بالفصحى أنه لا يمكن الوثوق به، الشوط الثاني ليس كسابقه؛ ناصر الشمراني يحضر وقت الحاجة فيضرب بيد من حديد، الهلال عندما (يريد) أن يصل سيكسر كل الحواجز، (السبحة انفرطت) فحملت الدقائق الضيقة بشائر الفرح بشكل متواصل، نيفيز لم يكن في يومه، هل يعقل ان يسجل من ضربات زاوية ولا يسجل من ضربة جزاء؟ شكراً لك، فما اسرع ما عوضت! صديقي الآخر حلل سبب توالي الأهداف بقوله: سجل الهلال لأنه ارتاح نفسيا.. تحليل منطقي لمن يرى أن مشكلة الهلال مع الآسيوية نفسية، لا فنية!.. علقت أنا في لحظة تشاؤم غشتني على غير العادة: إذا لم يسجل الهلال هدفين أيضاً لتصل النتيجة إلى خمسة فلن أطمئن إلى أنه سيصل إلى النهائي الآسيوي، استشراف للمستقبل القريب نتاج ترسبات ماضية، مثالها امام الغرافة في قطر فاز الهلال في الرياض بثلاثة، ثم انهزم في قطر بثلاثة أيضاً، هل أسرفت في تشاؤمي؟! لا قيمة لسيطرة ميدانية بدون أهداف، آفة الهلال من غرور لاعبيه في كل أحواله، الوقت المتأخر من المباراة دليل على حالة الغرور المتجاوزة للحد، كرات مقطوعة فاقت الحد تشير إلى انه لا يريد أن يسجل، وكأنها مباراة خروج المغلوب، قلت قبل قليل: تشاؤم هبت رياحه الحارة من الجنوب.. استنجدت بالرواية الساخرة (المتشائل) للفلسطيني إميل حبيبي ليجعلني أمسك العصا من المنتصف فأعيش هدوءا مؤقتا في انتظار الإياب! دعم تشاؤمي ثقة عموري أن فريقه سيسجل في الإمارات ثلاثة كما سجل الهلال ثلاثة، بدا واثقا من فريقه كثقته بأن تمريرته ستصل إلى المهاجم ليسجل منها!.. تشاؤمي سيبعث روح التفاؤل في جمهور دعم العين لكي يقتل الهلال!! لو زاد الهلال من غلة الأهداف فسجل ما يقفز به إلى النهائي الآسيوي مباشرة دون النظر إلى لقاء الإياب لقلت إن هذا الفوز هدية الزعيم للوطن في ذكرى توحيده التي اقترب الاحتفال بها، المتفائل منكم يعتبر الأمر كذلك فلا يعتد بما يقول واحد متشائم مثلي!! مقالة للكاتب خالد المشيطي عن جريدة الرياض