سعيد العويران، مارادونا العرب، صاحب أجمل هدف في تاريخ الكرة العربية خلال كأس العالم، والذي تم اختياره من أكثر من جهة كواحد من أجمل 10 أهداف في تاريخ بطولات المونديال، نجم منتخب السعودية وهداف تصفيات 1994، في حوار ل ( كووورة ) يشرح ويوضح للقراء عدة أفكار تتعلق بكأس العالم الجارية حالياً البرازيل. المنتخب السعودي والغياب عن المونديال: سعيد أجاب عن السؤال المتعلق بغياب المنتخب السعودي مؤخراً عن كأس العالم قائلاً "المشكلة الأولى تتعلق بأن تمثيل المنتخب الوطني لم يعد أمراً صعباً يفرح به اللاعبون، اللاعب الذي يسجل هدفاً أو اثنين بات يتم استدعاؤه للأخضر، في أيامنا كان حلماً وكانت فرحة أن يتم استدعاؤك للمعسكر التدريبي وتظهر صورك وأنت ترتدي قميص المنتخب". وأضاف سبباً أخر بقوله "اللاعبون الحاليون يعيشون حالة من الدلع والرخاء، المكافآت كبيرة على المباراة الواحدة ومن دون إنجازات، المطلوب أن يتم الضغط عليهم قليلاً ليشعروا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، في زماننا لم يكن هذا البذخ موجوداً إلا في حال تحقيق إنجاز حقيقي". الناحية البدنية سبب مهم بالنسبة للمهاجم السابق في المنتخب السعودي فأوضح "أجسام لاعبي منتخب السعودية الذهبي كانت أقوى وأكثر صلابة، شاهدهم لتحكم عليهم وتدرك الفرق بينهم وبين الحالة البدنية للاعبي الجيل الحالي". العويران ختم كلامه عن المسألة السعودية بالقول "أحب هذا الجيل لكنني أشعر بأنهم لاعبو نوادي أكثر، يكتفون بالمجد والشهرة مع أنديتهم، لكنني أقول لهم ليس هناك شيء يجعلك تخلد إلا منتخب بلادك، عليك التضحية والتعب من أجل قميص الأخضر ليذكرك الناس، كلاعب نادي سيتم نسيانك حال اعتزالك". ذكريات 1994 ونظرة إلى هولندا في الحاضر: سعيد العويران صاحب أجمل هدف في مونديال 1994، والذي هز فيه شباك بلجيكا وتأهل بموجبه الأخضر إلى الدور الثاني كأول منتخب عربي أسيوي يحقق الأمر وثاني منتخب عربي بعد المغرب في مونديال 1986، كما واجه هولندا في تلك البطولة، وفي هذا المحور كان لكووورة نقاش مشوق معه. ويروي نجم الشباب السابق قصة هدفه بالقول "في مباراة سابقة خلال كأس العالم كانت لي مقصية ارتطمت بالقائم ، واتصل بي الملك فهد رحمه الله وقال حيا الله صاحب اللقطات الجميلة وإن شاء الله تتكرر المرة المقبلة في المرمى، وفي المباراة التالية أمام بلجيكا كنت مؤمناً بأنني سأسجل والحمدلله تم ذلك خلال دقائق قليلة، وذلك في مباراة أقيمت الساعة 12 ظهراً بتوقيت الولاياتالمتحدةالأمريكية". المشجع العربي يذكر تلك اللحظة، وتمثل جزءاً من تاريخ المونديال العربي له، وهذا الأمر ينطبق بالتأكيد على سعيد العويران الذي أكد لنا بأنه من الاستحالة نسيان كل لحظة في مشوار هذا الهدف، واصفاً إياه بفرحة وطن وفرحة العرب. النجم السعودي التفت إلى المنتخب الهولندي وعن الفرق بينه وبين هولندا 2014 قائلاً "لاعبو هولندا عام 1994 كانوا أفضل من حيث الجودة والمهارة وكانوا يملكون نجوماً أكثر وأكثر إخلاصاً للكرة الهجومية، الآن منتخب هولندا شاب يعتمد كثيراً على روبن الذي يساهم بكل الهجمات للمنتخب البرتقالي، في الماضي كان الاعتماد على الجودة وأسلوب اللعب أما الآن فهناك اعتماد على الروح والتضحية في الملعب بشكل واضح". نظرة لمونديال البرازيل والممثل العربي الوحيد: خرجنا من أجواء الذكريات مع نجم خالد في ذاكرة العرب المونديالية، ليكون الحديث عن الحاضر سائلين ضيفنا عن الفريق المرشح للقب الحالي، فأجاب "تشعر أن البطولة تريد البرازيل في أكثر من موقف، لكن هولندا بروحها وتنظيمها والألمان بقدرتهم على التحمل والخروج من أي مأزق يمثلون تهديداً لحلم بلاد السامبا". ولأنه ملك الأهداف الجميلة، رد على سؤال يتعلق بأجمل هدف حتى الآن فأكد بأنه يرى هدف روبن فان بيرسي الأول في شباك اسبانيا الأجمل، وإن كان هناك هدف ملعوب أخر أعجبه فهو هدف إيطاليا الأول في شباك انجلترا. المنتخب الجزائري قدم أداء رائعاً في البطولة، ولم يفت سعيد العويران الكلام عنه فقال "أقف احتراماً لهذا المنتخب، سمعت عن مكافآت في حال الفوز على المانيا، بعد ما شاهدته من هؤلاء المحاربين يجب مضاعفة المكافأة ومنحهم إياها وإن خسروا". وأضاف "فريق الجزائر ظهر متكاملاً، ومدربهم أثبت فكراً عظيماً، ولولا إرادة القدر لكانوا في دور الثمانية". وختم النجم الكبير حواره مع كووورة بالموضوع الذي بدأناه، فأرسل رسالة واضحة لنجوم المنتخبات العربية اليوم قائلاً "نجوم المنتخب السعودي في السابق كانوا يبذلون كل شيء في أرض الملعب، كانوا يغادرونه ولا تعرفهم عند النظر إلى وجوههم بسبب الإرهاق والتعب والتضحية، كانت قمصانهم غارقة بالعرق، وكان بعضهم مستعد ليسيل دمه كي ينتصر، هذا هو اللاعب الذي يستحق تمثيل المنتخب".