قبل المونديال سؤال كان يترد كثيرا: ماذا سيقدم (كريستيانو رونالدو) مع منتخب بلاده البرتغال؟ وماذا سيقدم (ليو ميسي) مع منتخب بلاده الأرجنتين؟ وهل بإمكانهما ان يتوجا مع منتخبات بلاديهما بالفوز بكأس العالم؟ وفي المونديال كان السؤال: لماذا ابدع ميسي وسجل اربعة اهداف وتأهل مع منتخب بلاده الى دور الستة عشر؟ بينما لم يستطع رونالدو سوى تسجيل هدف وحيد وخرج منتخب بلاده من دوري المجموعات؟ هناك من يقول: ان الجواب واضح لكون ميسي افضل فنيا وبمراحل، وهذه الأفضلية ترجمها بالملعب، وهناك من يقول: ان الأصابة هي من اخفت مستوى رونالدو واثرت على عطائه. بغض النظر عن المقارنات بين النجمين على المستوى الشخصي يجب اولا ان نعترف ونقول: ان منتخب الأرجنتين وما فيه من نجوم يختلف كليا عن نجوم منتخب البرتغال. الأرجنتين يدخل المونديال وهو احد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، وهذا امر يساعد كثيرا النجم ميسي لأنه يلعب مع منتخب قوي يملك شخصية البطل. بالمقابل البرتغال كاسم يبقى منتخبا جيدا، ولكن على مستوى الترشيحات لا يذهب بعيدا، وقد يصل للدور ربع النهائي، ولكن من الصعب ان يحقق كأس العالم، وهنا تصبح مهمة رونالدو كبيرة. ايضا (رونالدو) لم يوفق بتصريحه قبل المونديال، واحبط فيه زملاءه بدلا من تشجيعهم عندما قال: لم اتوقع ابدا فوز البرتغال بالمونديال، واضاف: من قال اننا جئنا الى هنا للفوز بكأس العالم؟! بينما كان النجم الأرجنتيني (ميسي) اكثر تفاؤلا وبث الحماس بين زملائه عندما قال: نملك طموحات كبيرة من أجل كأس العالم، وأعتقد انني تعلمت من الأخطاء الماضية، ونحن كمجموعة متحدون ونملك الطموح. هناك من يعتب على رونالدو بمباراة غانا، ويقول: بما انه نجم كبير كان المنتخب بحاجته في هذه المباراة، وكان بامكانه احراز اربعة اهداف ليضمن منتخبه التأهل ويسطع نجمه مرة اخرى بالمونديال. نجم مثل رونالدو كان يستطيع ان يسجل اربعة اهداف، لكن الأمر صعب فهو ليس بكامل جاهزيته بسبب الأصابة ولهذا دخل المباراة فاقدا الحماس، ولهذا لم يعمل على تحفيز زملائه ورفع روحهم المعنوية، والنتيجة ضاعت احلام البرتغال. الغريب انه رغم المستوى الباهت للبرتغال لم يؤثر هذا الشيء على اسهم رونالدو في البورصة التجارية للاعبي العالم، حيث تفوق على (ميسي ونيمار) فحصل على مبلغ 14.1 مليون جنيه استرليني من شركة نايكي لتسويق منتجاتهم بالمونديال، وحصل ميسي على 13.6 مليون ونيمار 9.5 مليون. سيبقى العزاء الوحيد لرونالدو بعد توديع منتخب بلاده المونديال المكاسب المالية المهولة التي حصدها اثناء فترته القصيرة بالبرارزيل، وبتسجيله هدفا في غانا يصبح اول لاعب بتاريخ بلاده يسجل ثلاثة اهداف في المونديال بعد ان سجل هدفين في مونديال 2010. أخيرا… مهما قالوا يبقى (ميسي) هو الأفضل بالمونديال والجميع ينتظر ان يكمل ابداعه بالتتويج بكأس العالم مع منتخب بلاده. مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم