تعرض مهاجم المنتخب الايطالي ماريو بالوتيلي لاهانات عنصرية امس الخميس خلال مباراة بلاده مع كرواتيا (1-1) على الملعب البلدي في بوزنان ضمن منافسات الدور الاول من كأس اوروبا، وذلك بحسب ما اكد مصور وكالة "فرانس برس". وكان مصور "فرانس برس" متواجدا في الزاوية حيث الغالبية العظمى من الجماهير الكرواتية وسمع "صرخات القرود" صادرة من هناك وموجهة الى بالوتيلي، الغاني الاصل، كما شاهد احد رجال الامن في الملعب يلتقط قشرة موز قد رماها احد المشجعين الكروات الى الملعب. ولم يصدر اي تعليق مباشر من الاتحاد الاوروبي حول هذه المسألة بانتظار حصوله على التقرير الرسمي لمراقب مباراة الامس. وكشف الاتحاد الاوروبي الثلاثاء الماضي انه فتح تحقيقا بادعاءات تتعلق بتعرض بالوتيلي ايضا لاهانات عنصرية خلال مباراة منتخبه الاولى امام اسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم (1-1)، والتشيكي ثيودور جبري سيلاسي خلال مباراة بلاده مع روسيا (صفر-4) في فروكلاف الجمعة الماضي. لكن مدرب ايطاليا تشيزاري برانديلي نفى تعرض بالوتيلي لاهانات عنصرية امام اسبانيا، قائلا: "هذا امر غير صحيح بتاتا". وفرضت العنصرية نفسها من العناوين الاساسية لكأس اوروبا 2012 حتى قبل انطلاق صافرة البداية وذلك بعد التصريح الذي ادلى به قائد المنتخب الهولندي مارك فان بومل حيث استنكر "صرخات القرود" التي وجهها بعض الحاضرين في المدرجات خلال تمارين "البرتقالي" في كراكوفا البولندية. وكان رئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني ذكر عشية انطلاق البطولة القارية التي تحتضنها بولندا واوكرانيا حتى الاول من تموز/يوليو، بان اتحاده اتخذ اجراءات هامة منذ عامين. واضاف "لقد منحنا الحكام الاذن بتعليق المباراة موقتا (في حال الهتافات العنصرية) من اجل اصدار اعلان في الملعب للدعوة من اجل التوقف عن هذا الامر قبل معاودة اللعب، او حتى ايقاف المباراة بشكل نهائي في حال العنصرية. وسنساندهم (للحكام) في حال قرروا ايقاف المباراة". وتسبب بالوتيلي بالذات بجدل حول ما يجب على اللاعبين السود القيام به في حال تعرضهم لهتافات عنصرية، وذلك بتصريحه لمجلة "فرانس فوتبول" بانه سيترك الملعب في حال اختبر امرا مماثلا خلال كأس اوروبا. ورد بلاتيني على ما قاله بالوتيلي، قائلا "وحده الحكم باستطاعته ايقاف المباراة، سيحصل (اللاعب) على انذار في حال قرر ترك الملعب بقرار شخصي". وكان الانكليز اول من يتخذ قرارات بشأن مسألة العنصرية في كل من بولندا واوكرانيا، اذ انضمت عائلة لاعب "الاسود الثلاثة" الواعد اليكس اوكسلايد-تشامبرلاين الى عائلة زميله في ارسنال تيو والكوت وقررت عدم السفر معه تخوفا من التهديدات العنصرية. واطلقت السلطات البريطانية تحذيرات حول احتمال حصول اعتداءات عنصرية من قبل بعض المجموعات في كل من بولندا واوكرانيا، وتخوف المسؤولون من حصول اعتداءات عنصرية في اوكرانيا بالذات حيث تلعب انكلترا مبارياتها في الدور الاول امام فرنسا (1-1) والبلد المضيف في دانييتسك والسويد في العاصمة كييف. وكان شقيق والكوت، اشلي، كشف في مدونته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي: "للاسف قررنا والدي وانا عدم السفر الى اوكرانيا بسبب الخوف من الاعتداءات العنصرية... لا مكان للعنصرية في العالم الحديث".