قاد المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو غارسيا فريقه اتلتيكو مدريد الاسباني الى احراز لقب مسابقة الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" لكرة القدم بفوزه على مواطنه اتلتيك بلباو 3-صفر في المباراة النهائية الاربعاء على ملعب "استاديو ناسيونال" في العاصمة الرومانية بوخارست. وسجل فالكاو (7 و34) والبرازيلي دييغو (85) الاهداف. وهذا اللقب الثالث عشر للاندية الاسبانية، مقابل 10 للاندية الايطالية ونظيرتها الانكليزية، و6 للاندية الالمانية، وخفف من هول الصدمة التي لقيتها اسبانيا بخروج برشلونة وريال مدريد من نصف نهائي دوري ابطال اوروبا على يد تشلسي الانكليزي وبايرن ميونيخ الالماني اللذين يلتقيان على ملعب الاخير في النهائي في 19 من الشهر الحالي. وهذه المرة الثانية بعد 2007 التي تواجه فيها فريقان اسبانيان في النهائي حين فاز اشبيلية على اسبانيول بركلات الترجيح بعد تعادلهما 2-2 في الوقتين الاصلي والاضافي. ونجح الارجنتيني دييغو سيميوني مدرب اتلتيكو في قيادة فريقه الى اللقب الثاني له في ثلاث سنوات في المسابقة، وذلك خلال فترة توليه الاشراف على فريق العاصمة منذ خمسة اشهر فقط بدلا من غريغوريو مانزانو. واحرز سيميوني اللقب كمدرب بعدما احرزه كلاعب مع انترميلان الايطالي عام 1998. وكان اتلتيكو مدريد احرز لقب المسابقة عام 2010 عندما هزم فولهام الانكليزي 2-1. وواجه سيميوني مدربه السابق ومواطنه مارسيلو بيلسا الذي اشرف عليه عندما كان مدربا للارجنتين في كأس العالم 2002 حيث خاض سيميوني اخر مبارياته الدولية ال106. من جهته، عجز بلباو في النهائي القاري الاول له منذ 1977 حين خسر امام يوفنتوس الايطالي بمجموع المباراتين في هذه المسابقة (كانت كأس الاتحاد الاوروبي حينها). ويبقى لبلباو نهائي مسابقة كأس اسبانيا امام برشلونة في 25 ايار/مايو الحالي وعلى ملعب "فيسنتي كالديرون" التابع لاتلتيكو مدريد. وشهدت المباراة تألقا واضحا لفالكاو (26 عاما) اذ كان العلامة الفارقة بين لاعبي الفريقين وعنصرا رئيسا في احراز اتلتيكو اللقب. وسجل فالكاو 35 هدفا في جميع المسابقات هذا الموسم، وصحيح انه لا يزال على بعد مسافات من رقم الارجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة (72 هدفا)، الا انه ثالث ترتيب الهدافين في الدوري الاسباني مع 23 هدفا. وحطم فالكاو الموسم الماضي الرقم القياسي في عدد الاهداف المسجلة في المسابقة الاوروبية (17 هدفا) وقاد فريقه السابق بورتو البرتغالي للفوز باللقب على حساب مواطنه براغا بتسجيل هدف المباراة النهائية الوحيد. وتفوق فالكاو على المهاجم الالماني الشهير يورغن كلينسمان الذي كان يملك الرقم القياسي السابق ومقداره 15 هدفا سجله في موسم 1995-1996 مع بايرن ميونيخ عندما كان يطلق على المسابقة اسم كاس الاتحاد الاوروبي. وافتتح "النمر" فالكاو التسجيل مبكرا بكرة رائعة حضرها لنفسه من داخل منطقة الجزاء وسددها بيسراه باتقان في المقص الايمن لمرمى الحارس غوركا ايرايزوز مسجلا هدفه الحادي عشر في 15 مباراة في المسابقة هذا الموسم (7). وفي وقت كان يحاول فيه بلباو الوصول الى مرمى فريق العاصمة عبر محاولات فرناندو ليورنتي، صاحب سبعة اهداف هذا الموسم، ورفاقه على مرمى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، تلاعب فالكاو مجددا بالدفاع الاخضر وصال وجال في قلب منطقة الجزاء امام مواطنه فرناندو اموريبيتا وجون اورتينيتشي قبل ان يطلق تسديدة صاروخية بيسراه مسجلا الهدف الثاني لمدريد والثاني عشر له معززا صدارته لترتيب الهدافين (34). وانتهى الشوط الاول بخطأ في التشتيت من دفاع اتلتيكو لكن تسديدة الشاب اوسكار دي ماركوس علت عارضة مدريد (45+1). وفي الشوط الثاني، ضغط بلباو وحاول هز شباك اتلتيكو، فسدد ايباي غوميز فوق العارضة (70)، ثم اوقف كورتوا فرصة دي ماركوس (72)، وبلغت الاثارة قمتها عندما صد كورتوا انفرادا لماركيل سوسايتا (79). وفي خضم فورة بلباو، تصدى قائم الفريق الباسكي لكرة فالكاو وحرمه من تسجيل الهدف الثالث وتحقيق "هاتريك" تاريخي (80). لكن لاعب الوسط البرازيلي دييغو توج جهود اتلتيكو عندما اطلق رصاصة الرحمة مسجلا هدف فريقه الثالث بعد مجهود فردي انهاه بتسديدة يسارية ارضية داخل الشباك (85)، لتنتهي المباراة بتسديدة بعيدة المدى لايباي غوميز في العارضة (90+3)، ويعلن الحكم الالماني فولغانغ ستارك نهاية المواجهة بتتويج اتلتيكو مدريد.