قبل أن افتح المسار للمفردات لسباق مسافات الشجون , أود أن أؤكد أنني أكن كل الإحترام لنادي الهلال و لرجالاته و جماهيره , و لن يصدقني أحد لو تجرأت و قللت من قيمته الرفيعة في الكرة السعودية و الخليجية و الأسيوية , و لكن هذا الإحترام و التقدير , لا يمكن له أن يجعلني أسكت عن تطرف فئة من أشقائنا الهلاليين متواجدين بيننا بذات الصيغة التي تواجد فيها بيننا التكفيريون , و إن أختلفت النسق المُتخذ و أختلفت الوسائل و تباين الدافع , إلا أن مآل الهدم و التخريب يؤدي لنتيجة متشابهة .. الشواهد متطاول إمتدادها منذ زمن شارع العصارات , و المجرشة الزرقاء إلى تجليات الزيلعي مساء البارحة و التي تمت داخل قانون كرة القدم , و التي سيفتح لها متطرفوا الحبر الأزرق في صحفهم و برامجهم في قناتهم المُحتكرة محاكم تعسفية لن تنتهي في قريب أجل , و لن يكتفوا برأس خالد , بل يريدون كل رأس تمر به ومضة إعجاب بلمحة نصراوية حتى لو كانت عابرة , فمفردات الإطراء خارج مرتكز تطرفهم لا تسامح معها في منهجهم التكفيري , بل يعتبرون ذلك زندقة فكرية تستوجب القتل المعنوي و التصفية البشعة لمجرد الخروج عن النسق الأزرق المرسوم .. مساء أمس خرج المعلق عدنان حمد على إحدى القنوات مجروح الفؤاد , مُجرد الإنتماء من مواطنته الخليجية التي تجعله فرد من الأسرة السعودية الكبيرة , خرج يحمل الغربة الجغرافية و الوجدانية التي طعنوه بها لمجرد تعبير عابر لا يقدم و لا يؤخر إلا في تحريات من يريدون أن يقيموا محاكم التفتيش في رأس كل فردا ً ممن تستهويهم الرياضة .. لا تغضب أخي عدنان .. فأنت أجنبي .. و أنا أجنبي .. و لاعبي عميد الأندية السعودية و جماهيره أجانب في نظرهم , فالمواطنة لديهم زرقاء لا إخضرار فيها , لقد نفوا من هذه الموطنة المرسومة بخطوط المرض في قلوبهم لاعبين و حكام .. صحفيين و مذيعين .. معلقين و إداريين .. مواطنين و أشقاء خليجيين , و طالبوا قبل عام .. عام فقط بتجنيس ( رادوي ) , هكذا هم يسيرون في تيارهم الخاص الهادم لبناء كل مؤسسات الوطن التي تتعاضد في إعمار البناء الإجتماعي , فاصبحوا خطرا ً على الموطنة و الوطن .. خطرا ً على الثوابت الوطنية .. خطرا ً على الرياضة السعودية .. خطرا ً على الأخوة الخليجية و اللحمة العربية .. فقط أود منك عندما تصل لشرق وطننا الخليجي , أن تزور زملينا المبدع المبهر / بتال القوس و تسأله كيف نفوه إعلاميا ً من وسط وطنه الخليجي , كيف طاردوه و ضيقوا عليه الخناق , إسأله عن لحظات الغبن التي عايشها في صالة مطار الملك خالد و هو يفر بموهبته عن التصفية إلى شرق الوطن الخليجي حيث الأمان المهني فتجلى و حصد الإعجاب و الجوائز , و عرج أيها المبدع على قناة أبو ظبي لتجد إستاذنا القدير محمد الدويش , إسأله كم مرة أوقف , و لماذا حُرم عليه الظهور في البرامج الرياضية السعودية .. الآسى يا عزيزي متطاول .. موجع .. مؤلم .. غلاة متطرفون يقودون تيارا ً إقصائي لا يؤمن إلا بإتجاه واحد .. لون واحد .. نسق واحد .. و لكن العزاء أن منافذ الإعلام تعددت .. تنوعت .. فلم تعد سيطرتهم لها ذات الجغرافية الضيقة , و لكنها ما تزال خطرة على الرياضة و على البناء الإجتماعي و على الكرة السعودية .. فقط يا عزيزي .. و من قلب محب لوطنه .. أتمنى عليك أن تضعهم في تصنيفهم الحقيقي , فهوم لا يمثلون وطنك المملكة العربية السعودية , بل لا يمثلون زعيم أندية السعودية , بل هم فئة متطرفة إبتلي بها هذا النادي العملاق , كما ابتليت بها الكرة السعودية و مشهدها الإعلامي الذي بكل صدق ما يزال أسير لسطوتهم و تطرفهم .. لا تغضب أخي عدنان فأنت أجنبي و لا تختلف عني بشيء فكلينا أجنبيان في زمن الفلتان .