كرة القدم لعبه مجنونه ، بالأمس عايشنا نموذج من جنونها وأرمي هنا إلى لقاء ملعب الإمارات بين آرسنال وميلان في إياب ثمن نهائي التشامبيونز ليغ الأوروبي حيث كان آرسنال على بعد هزة واحدة للشباك ولوحدثت تلك الهزة لتمددت المباراة للإضافي . كان ميلان متقدما 0/4 في لقاء السان سيرو ولكن شوط رهيب من شبان العجوز الفرنسي آرسين فينغر استطاعوا فيه هز كبرياء ثاني فريق من حيث التتويجات الأوروبيه ميلان . تتقلب النتائج في هذه اللعبه المجنونه التي لا تعرف المستحيل ، صحيح أن كرة القدم علم غير صحيح بمعنى ليست هناك قواعد ثابتة تسيرها 1+1 لا يساوي 2 ( قد تفعل ما يمليه مدربك ولا تنجح ) فقبل مباراة الأمس الكل مسلم بتأهل بطل إيطاليا حسابيا ومنطقيا ولكن كان للأرسنال كلام آخر أو شكل آخر عشاق الميلان لم ترتفع ايديهم من قلوبهم خوفا من انفلات الأفضليه الكبيرة فلو قدر لفان بيرسي تسجيل الرابع لأنقلب الوضع 360 درجه وهذه من اسرار ودهاليز كرة القدم التي نعشقها . سأتطرق بما في مخيلتي والإستمتاع بتقلب نتائج هذه اللعبه المجنونه سواء أشواط أو مباريات ذهاب وإياب . والنموذج الأشهر في كرتنا المحليه هو لمباراة الهلال والنصر في كأس اتحاد 1415 عندما تقدم الهلال بالشوط الأول بثلاثة أهداف ولم يكتفي الجنون بذلك بل زاد رابعا بداية الشوط الثاني ثم سبحان الله تحولت الأمور 180 بل 360 درجه فسجل النصر أربعة اهداف بظرف 22 دقيقه فجن جنون كاتب هذه السطور وأيضا جن جنون مدرب الهلال انتونيو لوبيز وسط حالة فرحه هستيريه للمدرج الأصفر إنه جنون كرة القدم . نموذج آخر اتذكر كأس العالم للشباب 1989 في السعوديه في مباراة روسيا ونيجيريا تقدم الروس برباعيه ثم الحقها النيجيريون برباعيه مماثله لتتمدد المباراة ويكسب الأفارقة بركلات الترجيح إنه جنون كرة القدم . وعلى مستوى الذهاب والإياب لا يطيق الاتحاديون ذكرى دوري ابطال آسيا موسم 2006 عندما تقدموا على الكرامة السوري بهدفين نظيفين وهي النتيجة المريحة لمباريات الذهاب والإياب خروج المغلوب ، لكن تفاجئوا بأربعة اهداف في سوريا إنه جنون كرة القدم . وعلى النقيض من ذلك يتفاخر الإتحاديون بموسم 2004 عندما سجل 5 أهداف نادرة الحدوث في ملعب خصمه سيونغنام الكوري الجنوبي الذي تفوق عليه في ذهاب نهائي القارة 3/1 إنه جنون كرة القدم . ديبورتيفو لاكرونيا كانت له تجربه من هذا النوع ففي ثمن نهائي ابطال اوروبا 2004 رجعوا من رحلة شاقه لإيطاليا مكبدين خسارة 1/4من مستضيفهم ميلان لكن بمباراة الرد في الريازور اكرمو وفادتهم وبلا هوادة 0/4 إنه جنون كرة القدم . وأيضا على مستوى كأس العالم اكتسحت المجر منتخب المانيا في مونديال سويسرا 1954 في مجموعات المونديال 3/8 ثم تصادفا في النهائي فرد الألمان الخسارة بأغلى ثمن وهو التتويج بالمونديال الأول لهم وكانت النتيجه 2/3 . ومن هذا الجنون ايضا لا ننسى أقوى تنافس شرس وغريب بين فريقين يمثلان اقليمين كتلونيا وكاستيامنتشا ونقصد برشلونه وريال مدريد اكتسح برشلونة خصمه الأزلي ريال مدريد بالدور الثاني من موسم 1994 0/5 وبسوبر هاتريك من البرازيلي روماريو . وانتقم الريال بنفس النتيجه 0/5 في الدور الأول من موسم 1995 وهذه المرة بهاتريك للتشيلي ايفان زامورانو . إنه جنون كرة القدم . فهنيئا لنا الاستمتاع باللعبة الشعبيه الأولى في العالم ومزيدا من جنون كرة القدم ، حتى وإن قست علينا كما هي الأجواء الآن بعد خروج المارد السعودي من تصفيات مونديال البرازيل .