من يسقط المنتخب ؟! ليت الأمر يتوقف على إفلاس مدربك البرتغالي يامنتخبنا الغالي , فكم تعاقب عليك المدربين تلو المدربين الذين ينتمون لأعرق المدارس الكروية ولكن نتائجك المخيبة للآمال بقيت تلوح على لوحات الملاعب في كل محفل كروي عريق ! وليت الأمر توقف عند عدم تأهلك لكأس العالم الأخيرة فقد تأهلت قبلها تتالياً لأربع مونديالات سابقة , أو ليته توقف على فقدك لعرش قارة آسيا التي سبق أن تربعت عليها ثلاث مرات , أو ليته توقف على التفريط بكأس الخليج التي خطفتها أيضاً في ثلاث مناسبات ! يبد أن مشكلتك المؤلمة أنك لم تعد نابضاً بالروح , ولا متقداً بالحماس , ولا طامحاً لإرضاء غرور الشعب السعودي ! والمشكلة الأكثر إيلاماً هي عندما تقدم هذا الأداء البائس رغم أنك تستطيع أن تقدم الكثير ! مشكلة الرياضة لدينا في السعودية , ليست مادية بالمقام الأول كما يدعي البعض في ظل الدعم الحكومي المعقول جداً إضافة إلى إسهام القطاع الخاص بمئات الملايين من الريالات ! وليست في قلة المواهب , فهاهم يخلعون القميص الأخضر من النجوم ويعيدونهم لأنديتهم من حيث أتوا .. وليست في تأخر إنشاء الأكاديميات , فهل العراق ( بطل آسيا 2007 ) يملك أكاديميات توفر الخبز .. عفواً ! أقصد تهتم بالمواهب ؟! وليست في تطور المنتخبات الآسيوية , أليس نادي الاتحاد ( آخر بطل سعودي للقارة ) نادياً سعودياً ينطبق عليه ما ينطبق على غيره في رياضتنا ؟! وليست في القيادة الرياضية , هل مصر مثلاً تملك قياديين رياضيين أفضل منا ؟! باختصار .. ومن الآخر : مشكلة المنتخب المزمنة ومصيبة الرياضة السعودية التي تقودها إلى الحضيض تكمن في النفوذ الأزرق المتغلغل داخل أضيق الدهاليز .. فيفرض وصايته على كل شئ .. ناهيك عن إرغام كل الرياضيين على تحقيق مصالحه الزرقاء بالطرق المشروعة وغير المشروعة أيضاً .. وإن كانت الضحية سمعتك واسمك إن كنت حكماً أو عضواً أو حتى موظفاً بسيطاً في الاتحاد السعودي لكرة القدم ! قد لا تشعر بالمشكلة عزيزي القارئ (سيما إن كنت من غير المتابعين الرياضيين الملمين بكل خبايا الرياضة) لكن , لكي تشعر بما يحدث , تخيل نفسك مثلاً مديراً للمنتخب .. ثم تجرأت ومنحت قطعة القماش التي يحملها كابتن الفريق على ذراعه للاعب آخر غير ياسر أو الهوساوي .. هل تخيلت مصيرك ؟! أما إن كنت مدرباً وطنياً وكلفت بقيادة المنتخب فلا تأبه بأي طريقة ستلعب وبأي تكتيك ستتبع , المهم أن تقول : سامي الجابر هو عيني الثالثة في الملعب .. وأقل الفوائد هنا .. أن تجد نفسك فجأة في ذات المنصب بعد مرور عشر سنين ! سنة " زرقاء " يا جميل ! لم يعد السؤال عن النصراويين محلياً لنتمكن من تهميشه أو تعليقه على مشجب التعصب , بيد أن الأصوات بدأت تنبعث من بعيد : أين النصراويون من تشكيل لجان الاتحاد السعودي ؟! وما لبثت أن تهدأ , حتى صدحت مرة أخرى : وأين لاعبو النصر من تشكيلة المنتخب السعودي ؟! أعرف أن الحديث لم يعد مجدياً عن أمر مثل هذا , غير أنه لا يزال يطرح من غير السعوديين , والصمت حياله لا ينفع أيضاً , الزبدة : العالم أصبح قرية صغيرة وجماهير النصر تملأها !