يدخل مانشستر يونايتد، بطل الدوري الانكليزي، حقبته الجديدة بقيادة المدرب الاسكتلندي ديفيد مويز الذي خلف مواطنه اليكس فيرغوسون في نهاية الموسم الماضي، وهو تحت وطأة الحديث عن احتمال رحيله نجمه واين روني الى الغريم اللندني تشلسي. ويبدأ مويز مغامرته مع "الشياطين الحمر" اعتبارا من السبت المقبل عندما يستهل بطل الدوري الممتاز جولته الاسيوية التحضيرية بمباراة ودية في بانكوك، لكن التركيز لن يكون منصبا على الاداء الفني في الملعب بل على ما يجري خلف الكواليس وسط الحديث الدائر عن ان روني في طريقه للانضمام الى تشلسي، الفريق الوحيد المستعد لكي يدفع له 240 الف جنيه استرليني سنويا بعقد يمتد لخمسة اعوام يتقاضى خلالها ما مجموعه 60 مليون جنيه استرليني بحسب ما اشارت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية. ورغم تأكيد مويز في اول مؤتمر صحافي له كمدرب ليونايتد بان روني ليس للبيع وبان لاعبه السابق في ايفرتون لا يزال يملك دورا مهما ليلعبه في "اولد ترافورد"، فان غالبية وسائل الاعلام المحلية تتوقع ان يرحل "الفتى الذهبي"، فيما تشير بعضها الى ان المفاوضات بشأنه قد تحصل في العاصمة التايلاندية التي يحل فيها تشلسي ايضا بقيادة مدربه العائد البرتغالي جوزيه مورينيو. وما يعزز احتمال انتقال روني الى تشلسي هو ان الاخير سيعرض على غريمه مبلغ 25 مليون جنيه استرليني ما سيغري "الشياطين الحمر" خصوصا انه لم يبق على عقد اللاعب مع الفريق سوى عامين. ولم يخف مورينيو يوما اعجابه بروني وهو تحدث مؤخرا عن اللاعب البالغ من العمر 27 عاما، قائلا: "اعتقد انه في عمر مثالي بالنسبة للاعبي كرة القدم: هناك النضوج، الخبرة الكبيرة، عنصر الشباب. الامر يتعلق به وبما يريده، ما يجعله سعيدا. انه مثلي بعض الشيء: لا يبحث عن الحصول على جنيه اضافي في عقده. اضافة من هذا النوع لن تحدث الفارق. كن سعيدا. اين يشعر بالسعادة؟ اين سيجد المزيد من السعادة والطموح الذي يدفعه لتقديم المزيد؟ انا معجب به كشاب. اتمنى له الافضل وامل ان يكون سعيدا". الامر المؤكد هو ان الصيف التحضيري لمويز لن يكون هادئا على الاطلاق بسبب الاشاعات المحيطة بروني، والمفارقة انه كان خلف ظهور هذا المهاجم الى الساحة عندما وثق بقدراته واشركه مع الفريق الاول لايفرتون حين كان اللاعب في السادسة عشرة من عمره، لكن علاقة الرجلين تدهورت حين انتقل "الفتى الذهبي" الى يونايتد عام 2004. ويبدو ان المستقبل كان واضحا بالنسبة لروني لانه ما ان اعلن فيرغوسون بانه سيعتزل التدريب في نهاية الموسم المنصرم بعد ان اكثر من 26 عاما على مقاعد تدريب يونايتد، حتى ازال روني من سيرته الشخصية على حسابه الخاص في مدونة تويتر عبارة "لاعب مانشستر يونايتد"، معززا الشائعات التي سرت بانه اعلم فيرغوسون رغبته في الانتقال الى فريق جديد. وتشير بعض المصادر بان باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي من الاندية المهتمة في الحصول على خدماته. وسبق لفيرغوسون نفيه ان اكد بان روني لن يترك يونايتد هذا الصيف بعد ان ابقاه على مقاعد الاحتياط في لقاء اياب الدور الثاني من مسابقة دوري ابطال اوروبا امام ريال مدريد الاسباني (1-2)، مفضلا عليه داني ويلبيك. ورغم تأكيد فيرغوسون، فان مهاجم ايفرتون السابق ليس مرتاحا دون ادنى شك للدور الذي يلعبه في الفريق منذ قدوم الهولندي روبن فان بيرسي في بداية الموسم الماضي من ارسنال، لان الاخير فرض نفسه رأس الحربة الاساسي الفريق تاركا لروني تشارك المركز الثاني في خط المقدمة مع ويلبيك او حتى الياباني شينجي كاغاوا. وهذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها الحديث عن رحيل روني، اذ سبق لهذا اللاعب ان المح في تشرين الاول/اكتوبر 2010 الى رغبته بترك "الشياطين الحمر" لكن لاسباب مختلفة تماما عن الوضع الحالي، اذ اعتبر حينها بان فريق فيرغوسون يفتقد الى الطموح قبل ان يعود لاحقا عن رأيه ويوقع عقدا جديدا لمدة خمسة اعوام. ويبدو ان يونايتد قام بتجييش بعض لاعبيه لاقناع روني بالبقاء وعلى رأسهم المدافع المخضرم ريو فرديناند الذي نصح زميله باخذ العبر من المصير الذي مني به النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد رحيله عن يونايتد اذ لم يفز منذ حينها سوى بعدد قليل من الالقاب (الدوري المحلي مرة واحدة والكأس ايضا والكأس السوبر)، فيما توج خلال مشواره مع "الشياطين الحمر" بجميع الالقاب الممكنة (الدوري ثلاث مرات والكأس مرة واحدة وكأس رابطة الاندية مرتين ودوري ابطال اوروبا مرة وكأس العالم مرة ايضا). وتابع فرديناند "انه (روني) ناضج بما فيه الكفاية لكي يتخذ قراره بنفسه. انا متأكد من انه سيفعل الصواب. لا ارى اين بالامكان الذهاب الى افضل من هنا. فرونالدو على سبيل المثال كان لا يصدق في ما يخص مهارته الفردية لكن فاز بنفس عدد الالقاب التي فزنا بها منذ رحيله؟ انا انظر الى هذه المسألة من هذا المنظار". وواصل "انا لا اقول بانه لم يكن عليه (رونالدو) الذهاب الى هناك (ريال مدريد)، لانه كان يحلم بالانتقال الى هناك، وبالتالي علينا احترام هذا الامر. لكني انظر الى الامور بشكل مبسط، باللونين الابيض والاسود، اريد الفوز بالالقاب لماذا ارحل عن هنا؟".