تستكمل الجولة الخامسة عشر من دوري زين للمحترفين بثلاث لقاءات يستضيف من خلالها النصر و الإتفاق و هجر نظرائهم الأهلي و نجران و التعاون على التوالي. اللقاءات بالغة الأهمية لكون الأهلي و الإتفاق يسعيان للفوز لإبقاء حظوظهما قائمه في إحراز لقب الدوري و مع اشتداد حمى التنافس أصبح من الصعب التفريط بالنقاط. في المقابل هناك تحدٍ كبير يخوضه الثلاثي هجر و التعاون و نجران من أجل الهروب من منطقة الخطر مبكرا و عدم الدخول في حسابات الهبوط المعقدة. يتبقى النصر و هو الذي يحتل المركز السابع يحاول في هذه الجولة تحسين مركزه و استعادة المزيد من الثقة لما تبقى من منافسات الموسم الرياضي. أترككم مع قراءه تحليليه نقلب فيها أوراق هذه المواجهات الثلاث الصعبة. نصرٌ جديد أمام أهلي عنيد النصر يستضيف الأهلي على إستاد الأمير فيصل بن فهد في قمة يمكن وصفها “بالمغايرة” لكافة لقاءات الفريقين السابقة. فالطموح بينهما هذه المرة يختلف لا سيما و الأهلي يضع نصب عينيه الصدارة في حال تعثر الشباب و الهلال بالتعادل و فوزه على النصر بينما النصر يريد تحسين مركزه و استغلال نشوة الانتصارات التي يعيشها بعد تسلم الكولومبي ماتورانا زمام أموره الفنية. أيضا الأهلي يعيش حاله من الاستقرار الفني و والإداري انعكست على هويته الفريق داخل الملعب و تماسكه كمجموعه طيلة فترات المباراة. في المقابل النصر لازال يبحث عن تلك الهوية الفنية في ظل التغييرات التي اجتاحت الفريق و أطاحت بالمدرب كوستاس و أجبرت الثنائي القريني و السلهام على الاستقالة. الفريقان يدخلان اللقاء بعد أن حققا فوزين كبيرين على الأنصار و الرائد في الجولة الماضية و بنتائج كبيره تعكس القدرات الهجومية المميزة التي يمتلكها الفريقين. و بالأخص الأهلي الذي يتصدر هدافه فيكتور سيموس قائمة الهدافين برصيد 15 هدف. المباراة يتوقع أن تكون مفتوحة و قد تحفل بالعديد من الأهداف. النصر مع ماتورانا أكثر تنظيما يستطيع المتابع لنصر ما قبل ماتورانا و ما بعد مجيئه الجزم بأن العالمي حالياً على الأقل يلعب كرة قدم. هذا الحكم ينبع من التنظيم الذي فرضه الكولومبي العجوز على أفراد الفريق و قدم النصر من خلاله مباريات جيده قياساً بالفترة السابقة حتى و الفريق لا يوجد به إلا اسمين أجنبيين. قد تكون هذه المباراة بالنسبة للنصر بمثابة مفترق طرق فإما مواصلة الانتصار و تحقيق المزيد من المكاسب أو العودة إلى الوراء مره أخرى و هذا ما يخشاه النصراويون. من خلال اللقاءات السابقة يبدو أن ماتورانا سيعتمد على التشكيل التالي العنزي برناوي - عيد - عنتر - الغامدي غالب - فلاته حسين - الزيلعي بينو السهلاوي النصر يلعب بخطة 4-2-2-1-1 بمهاجم وحيد و هو السهلاوي و خلفه مباشرة الكولومبي بينو كلاعب حر يجيد التوغل و التسديد. على الجهتين اليمنى و اليسرى الزيلعي و عبدالغني يدعمها تناوب محوري الارتكاز في التقدم لمساندة الهجمة. النصر يعتمد بشكل أساسي على بينو. أي أن متى ما حضر الكولومبي و كان في قمة عطائه سيكون الهجوم النصراوي خطير جداً على الدفاعات الأهلاوية. عودة السهلاوي للتهديف تريح النصراويون كثيراً و هو بلا شك الهداف النصراوي الأول حالياً. الدفاع النصراوي مع ماتورانا لم يلج في مرماه سوى هدف وحيد و هذا بسبب الفلسلفه الماتورانية و التي ترى أن خير وسيلة للهجوم هي الدفاع . تلك الفلسلفه ترى أن الفريق طالما لم يلج مرماه أي هدف فهو قادر على التسجيل في أي لحظه من خلال كرات ثابتة أو استغلال الكرات المرتدة. و لكن الدفاع النصراوي سيكون أمام اختبار صعب للغاية هذه المرة للحد من خطورة البرازيلي سيموس و العماني الحوسني اللذان يسجلان من أنصاف الفرص. أكثر ما يؤرق ماتورانا هو الضعف الواضح في التصدي للكرات العرضية و التي يخطئ في توقيت الخروج لها الحارس العنزي في بعض الأحيان. محور الارتكاز النصراوي يتواجد به الشابين غالب و فلاته و هم بالرغم من صغر السن إلا أن عطائهم داخل الملعب كبير جدا سواء في الضغط على حامل الكره و استخلاص الكرات و كذلك في المساندة الهجومية و لعب الكرات الطويلة. هذا الثنائي سيقدم الكثير و الكثير في قادم الأيام مع اكتساب المزيد من الخبرة و زيادة الانسجام و التفاهم فيما بينهم. مباراة الخميس بكل ما فيها من صعوبة ستضع التصور الكامل للنصراويين حول قدرة فريقهم بقيادة ماتورانا على العودة للمشهد التنافسي مره أخرى أو أن الفريق بحاجه لخطوات تصحيح أكثر. طموح الأهلي ..بل هو جموح الأهلي الأهلي مع التشيكي جاروليم لديه هذا الموسم طموحات أخرى تختلف تماما عن الأدوار التي مارسها الأهلي في السنوات الماضية. كيف لا و الفريق يحقق الانتصار تلو الآخر و لم يتعثر إلا في محطة واحده كانت أمام المتصدر الهلال. الأهلي يمتاز بقدرة لاعبيه الهجومية و أيضا بالاتزان الدفاع و عدم المبالغة في التقدم من قبل الظهيرين مع بقاء محور الارتكاز الثابت بالومينو أمام قلبي الدفاع جفين البيشي و كامل الموسى. تشكيلة جاروليم المحتملة المسيليم الحربي - الموسى - جفين - المر بالومينو الفهمي - كماتشو - تيسير الحوسني - فيكتور الأهلي هذا الموسم هو أحد مثلث كرة المتعة بمشاركة الشباب و الإتفاق. كرة هجوميه من أعلى طراز تلك التي يقدمها الأهلي و يعززها تواجد صانعي اللعب الرائعين البرازيلي كماتشو و تيسير الجاسم و هما مفتاح جميع هجمات الأهلي السريعة و التي تنطلق غالباً من الأطراف و تنتهي بإرسال الكرات الطويلة للثنائي سيموس و الحوسني. هذا الثنائي لا يهدأ طول المباراة و درجة التفاهم فيما بينهما تسهل من عملية ضرب الدفاعات و استغلال الثغرات و بالتالي هي مهمة شاقه جدا تقوم بها الدفاعات المضادة أمام هذين النجمين. هناك نجم ثالث في وسط الميدان هو ياسر الفهمي القادم من أولمبي الأهلي و لديه من الإمكانات ما يجعل نجمه مرشح للظهور في لقاءات كبرى كلقاء الخميس القادم. الدفاع الأهلاوي بالتأكيد هو أقل خطوط الفريق عطاء و قد تكون قلة خبرة الموسى و جفين سبباً في ذلك و لكن من خلال المباريات الأخيرة هذا الثنائي اكتسب ثقة جعلتهم يقدموا مباريات كبيره في ديربي جده أمام الإتحاد و أيضاً في لقاء الشباب. أيضاً الظهير الأيسر منصور الحربي يقدم مباريات أكثر من رائعة دفاعاً و هجوماً مقرونة بثبات كبير في المستوى ساهم في توازن هذا الخط. بالتأكيد عودة بالومينو ستزيد من حالة الطمأنينة التي تتزايد في الأوساط الأهلاوية من مباراة إلى أخرى. استناداً إلى لغة الأرقام و الترتيب العام للدوري فالأهلي مرشح فوق العادة لتجاوز النصر بالرغم من أن مباريات الكلاسيكو الكبرى في الغالب تؤثر في نتيجتها عوامل أخرى بجانب العامل الفني منها الحضور الجماهيري و أهمها بالتأكيد احترام الخصم و روح اللاعبين و جهدهم داخل الملعب لقاء الشرقية..لقاء النقاط الأربع بالنظر إلى ترتيب الفريقين نجد البون الشاسع بين الإتفاق صاحب الأرض و ضيفه نجران. فالاتفاق يحتل المركز الرابع برصيد 31 و يفصله عن المتصدر الهلال 4 نقاط فقط بينما يصارع نجران في المركز الثامن برصيد و الفرق أيضا 4 نقاط بينه و بين صاحب المركز الحادي عشر الرائد. إذا هي مواجهة الأربع نقاط و كيف يمكن للفريقين زيادة الرصيد النقطي لأحدهما بالتغلب على الآخر. الإتفاق لا يخسر أمام نجران اثني عشر لقاء جمع الإتفاق بنجران في الخمس سنوات الأخيرة في مختلف المسابقات لم يخسر فيها الإتفاق أمام نجران إلا في مناسبة وحيده. هذا يعطي دلاله واضحة على الحظوة التي يتمتع بها الإتفاق في لقاءاته أمام نجران. لقاء الدور الأول انتهى بانتصار اتفاقي بثلاثة أهداف دون مقابل. بالعودة للاتفاق فنيا بقيادة مدربه الكرواتي برانكو فالفريق يقدم كرة قدم حقيقية تعتمد بشكل أساسي على التوازن في خطوط الفريق كفلسفة تدريبيه للسيد ايفانكوفيتش. الإتفاق هذا الموسم عرف بأدائه السريع سواء في نقل الكره من الدفاع للهجوم أو في استغلال المساحات و الهجوم المرتد. السرعة التي يمتاز بها المهاجم تيجالي و الشهري و الحمد في وسط الملعب هي سر التفوق الاتفاقي في كثير من المباريات. عودة صالح بشير لبعض مستوياته تشكل دعامة كبيره لفارس الدهناء مع استمرار يوسف السالم في تقديم نفسه كهداف مميز و بالأخص في الكرات الهوائية. تشكيلة الإتفاق المحتملة كالتالي السبيعي عكاش - كارلوس - سياف - الطريدي لازاروني - البرقان الشهري - الحمد تيجالي - السالم نلاحظ بأن الإتفاق يعتمد على خطة لعب 4-2-2-2 بثبات لازاروني و البرقان أمام رباعي الدفاع و هذا ما جعل الإتفاق الأقوى دفاعاً في الدوري حتى الآن ب 9 أهداف فقط ولجت مرمى السبيعي. غياب يحيى حكمي لن يشكل مشكلة كبيره في ظل وجود البديل الجيد سلطان البرقان. لابد من الإشارة أيضا بالأداء الكبير الذي قدمه فايز السبيعي من خلال الدور الأول لدوري زين و الذي أهله ليكون الحارس الأول في نظر النقاد و المتابعين. نجران..هل ينجح هذه المرة..؟ نعم المهمة صعبه على نجران و لكنها ليست بالمستحيلة. فنجران في آخر خمس لقاءات خاضه في الدوري لم يخسر إلا لقاء وحيد أمام الهلال و هي خسارة دارت حولها الكثير من اللغط. بالتالي هناك تحسن كبير في أداء نجران و بالتحديد في الشق الدفاعي بقيادة المحترف الجزائري فريد شكلام. بينما يبقى الشق الهجومي هو المعضلة الأساسية لنجران و التي حرمت الفريق من حسم لقاءات كانت في متناول اليد كالمباراة الأخيرة على أرضه أمام الفتح و التي انتهت سلبيه. مدرب نجران المقدوني جويكو سيبدأ اللقاء كالتالي الصيعري الكعبي - مساعد - شكلام - عسيري دويس - عزان - آل فرج الحسين مفلح - دوسان جويكو يعتمد على خطة لعب 4-4-2 بوجود السوري جهاد الحسين كلاعب حر خلف المهاجمين أحمد مفلح و الصربي دوسان. جهاد الحسين هو ترمومتر الفريق النجراني فبتألقه يكون الفريق النجراني اقرب للفوز و بانخفاض مستواه ينخفض مستوى الفريق ككل. جويكو يعتمد على ثلاثي محور ارتكاز لعمل ساتر دفاعي أمام رباعي خط الدفاع. نجران مع جويكو يقدم مباريات كبيره أمام فرق المقدمة بينما في المواجهات مع منافسيه المباشرين لا يظهر بنفس الدرجة من التألق و هذا قد يعود لعوامل نفسيه أكثر منها فنيه و لعل لطبيعة المنافسة على مراكز الدفء و حساسية اللقاءات دور في ذلك. هجر و التعاون ..لقاء الفرص المتكافئة على ملعب الأمير عبدالله بن جلوي بالأحساء يستضيف هجر نظيره التعاون في لقاء لا يمكن التنبؤ بنتيجته نظرا لتكافؤ الفريقين. هجر المستضيف يدخل اللقاء برصيد 12 نقطه و يحتل المركز الثاني عشر فيما يحتل التعاون المركز الحادي عشر بنفس الرصيد النقطي. هجر خسر مواجهته الأخيرة أمام الهلال بنتيجة 3-1 فيما حقق التعاون مفاجأة كبرى عندما أطاح بالإتحاد في القصيم بنتيجة 2-1. الفريقان يدركان بأن خسارة احدهما تعني المزيد من التعقيد و التراجع فيما الانتصار يعزز من موقف احدهما على حساب الآخر. هجر ضعف دفاعي - هجومي مشترك باتريسيو سيدخل اللقاء بالتشكيل التالي ملائكه البهداري - باربوزا - الشويش - العامر الموينع - العنزي الخميس - جودة - بو حميد الرجيب باتريسيو يدرك إمكاناته فريقه جيدا و لهذا فهو يلعب بحسب تلك الإمكانات اعتمادا على خطة 4-5-1 لزيادة الكثافة العددية في وسط الميدان و تضييق المساحات و الضغط على حامل الكره بأكثر من لاعب. وجود الموينع مع الفريق مهم جدا للخبرة الكبيرة التي يمتلكها في مركز المحور الدفاعي. دفاع هجر هو الأضعف في الدوري بعد دفاع الأنصار حيث ولج مرمى العباد حتى الآن 32 هدف و هذا يؤكد بأن الدفاع الهجراوي هش جدا حتى و الفريق لديه محترف أجنبي و هو البرازيلي باربوزا إلا انه لم يقدم الإضافة المنتظرة منه. هجوم هجر أيضا لا يسجل كثيرا و لعل السبب المباشر هو عدم وجود مهاجم هداف باستثناء هداف الفريق الرجيب و الذي إذا لم يوفق فالفريق بأكمله يعجز عن التسجيل. الأردني حاتم جودة و محمد الخميس هما ابرز لاعبي الوسط المهاجمين و اللذان يساندان الرجيب بشكل كبير في حالة الهجمة. برغم الإمكانات الضعيفة إلا أن هجر يحاول التشبث بأمل البقاء في الدوري و هو في وضع يؤهله لذلك إذا ما نظرنا إلى سلم الترتيب فالفرق النقطي بينه و بين صاحب المركز الثامن ثلاث نقاط فقط. سكري القصيم بمعنويات مرتفعة لاشك بأن الانتصار التعاوني على العميد الاتحادي سيمنحه ثقة اكبر لتحقيق الانتصار الثاني على التوالي. التعاون لديه الإمكانات الجيدة فنياً و اللاعبين القادرين على رسم البسمة على محيا عشاق سكري القصيم و لكن سوء النتائج في الجولات الأولى من الدوري أحبطت الفريق و أثرت على مسيرته فيما بعد. من المؤكد أن الروماني جريجوري سيعتمد على تشكيل المباراة السابقة و التي كانت كالتالي الثنيان الخيبري - الجحدلي - أمان - مجرشي البيشي عقال- الحسين - النجعي ميملي - الخميس التعاون كما هو واضح من خلال التشكيلة يلعب بخطة 4-4-2 يعتمد من خلالها على التوازن بين خطوط الفريق دفاعا و هجوما و مسلحا بثنائي هجومي ممتاز بوجود ميملي القوي في الكرات الهوائية و ضربات الرأس و أيضا المهاجم المشاغب و السريع بدر الخميس. صلاح الدين عقال هو صانع اللعب التقليدي في الفريق و إن لم يظهر مع التعاون بنفس مستوياته التي قدمها في الملاعب السعودية سابقا. حسين النجعي القادم من نادي الاتفاق و صاحب هدفي الفوز على الاتحاد يعد إضافه قويه للفريق التعاوني في خط الوسط وهو بذلك قد ثبت نفسه بقوه في خارطة الفريق. الدفاع التعاوني يعاني كثيراً أمام هجوم الفرق المضادة و بالذات في العمق الدفاعي و ذلك نعزوه لسوء التنظيم الدفاعي لأفراده تارة و التواكل فيما بينهم في تشتيت الكرات تارة أخرى. جريجوري مطالب بتوجيه خط الوسط للتراجع و مساندة الدفاع و بالأخص عبدالرزاق الحسين لاعب الخبرة لسد هذه الثغرة التي كلفت التعاون الكثير. مباراة الفريقين قد تميل الكفة فيها لمصلحة التعاون للتفوق الفردي و ليس الجماعي للاعبيه و لكن قد تكون للشيخ الهجراوي قصه أخرى و موعد أخر مع التألق.