في مباراة الأمس ظهر جليّا تأثير ما يطرح في الإعلام ضد الحكم الدولي خليل جلال على أداءه. و قد كان ذلك سببا في تقدير خاطئ لا أحد ينكر تأثيره على نتيجة المباراة. و لا غرابة، فالحكم بشر و القرار يتخذ في جزء من الثانية، و الحملة مستمرة منذ الكرت الذي أعطاه للاعب الهلال عبد العزيز الدوسري و تم الغاءه بعد يومين!!. الخطأ الذي قام به مدافع النصر شوكت، في تقدير الكثيرين يستحق بطاقة صفراء نتيجة الدخول بتهور، قد رأينا في بعض الحالات المشابهة احتساب اخطاء بدون بطاقات و في أحيانا أخرى منح البطاقة الحمراء. و هذا أصبح طبيعياً في المباريات المحلية و غير المحلية. نحن لا نتحدث عن توقيت البطاقة فالقوانين لم تفرق بين دقائق المباراة ولا بين فريق فائز و آخر خاسر و لا عن أي شيء آخر. و لكن نتحدث عن تباين كبير و فاضح في تقديرات (مؤثرة و مؤثرة جدا) كطرد لاعب أو احتساب ضربة جزاء أو الغاء هدف صحيح. ما حدث بالأمس هو باختصار: اتخاذ أشد العقوبات على مدافع النصر – بطاقة حمراء – و عدم اتخاذ أي عقوبة تجاه لاعب الفتح الذي قام بدخول (أعنف) على لاعب النصر خالد الغامدي. الدخول على الغامدي كان من الخلف و الضرب كان على الركبة و نتيجة لذلك خرج الغامدي و لم يستطع اكمال المباراة، بينما كان دخول شوكت على لاعب الفتح: من الأمام و جاءت الضربة على الساق، و قد واصل اللاعب المباراة، نظراً لفارق الخطورة بين الموضعين و طريقتي الدخول. لو قام الحكم بطرد لاعب الفتح، ربما كان الأمر مقبولاً. و لكن أن يكون التفاوت بهذه الدرجة و بهذا التأثير على نتيجة المباراة فهذا ما يجعلنا نردد: ” أعان الله النصراويين على ردة فعل الحكام و المسئولين المستهدفين”. اعود و أكرر بأن الحكم خليل جلال من خيرة الحكام، و لكنه بشر يتأثر بما يثار تجاهه و لا يختلف اثنان على أن ما وجه إليه في الفترة الماضية كان كافياً للتأثير على قراراته – خصوصاً التقديرية منها –. هذا أبرز ما حدث في المباراة، فضلاً عن اصابات أخرى كادت احداها تخرج السهلاوي من المباراة. لا ضير، فالبلطان من الفئة المرضي عنها: قد أعذر خالد البلطان في ردة فعله الغاضبة خصوصا أن التلميحات كانت واضحة و تمس أخلاقياته، و لكن عباراته كانت خارج إطار الذوق العام، و ما أنا متأكد منه أن تلك العبارات ستمضي دون أي تعليق، فالرجل يملك من الكره و العداء للنصر ما يشفع له لدى صحافتنا المحلية!!. باختصار ستمضي تلك العبارات مثل عبارات بن جعيثن لعدنان جستنية و مكالمة الأمير بندر بن محمد الشهيرة و ألفاظ المعلق محمد البكر على الهواء مباشرة، و ما قاله الكاتب فهد الروقي لخالد قاضي في أحد البرامج الحوارية المباشرة، و غير ذلك مما يصدر عن (فريق الموالاة). نعم ستمضي و لن يتوقف الإعلام عندها كما توقف لأسابيع عند بيت لطلال الرشيد قاله ردا على مدرب الأهلي يوسف عنبر ذات يوم، و كان البيت غاية في الأدب و لم يحتو على أي تجريح بل إنه لم يصل لما قاله يوسف عنبر نفسه عن لاعبي النصر!!. ستمضي تلك الكلمات و لن يتم التوقف عندها كثيرا، كما توقف الإعلام (انتقد و سخر و جرح) عند عبارة قالها رئيس النصر: (النصر صديق نفسه و كل الأندية نحترمها)، هذه الكلمات كانت في نظر الصحافة: “جريمة لا تغتفر”!!. ستمضي تلك الأحداث بهدوء لأن الإعلام يريد لها كذلك، ولأنه ببساطة إعلام بلون واحد. على فكرة: - مازالت ضربات الجزاء تقود الهلال للمنصات، و كل واحدة منها أغرب من الأخرى، هذا في الوقت الذي تردد فيه الصحف البرامج عبارة “نصر بلنتي” !!. سألوا حكيماً ذات يوم عن هذا الموضوع فقال: “كان الواجب تسمية الهلال (هلال بلنتي) و لكن بعد الإعادة اتضح أنه (مو بلنتي) !!. - لازال مدرب النصر يعطي دروسا في الروح الرياضية، و يؤدي عمله على أكمل وجه، و لكن قد يتمكن ذلك الاستهداف الصحفي من اخراجه عن طوره ذات يوم. - منذ فترة طويلة و أنا أقول بأن لاعب الهلال الكوري من أفضل الأجانب في دورينا، و هو هداف من طراز نادر و مشاغب و يعرف طريق المرمى جيداً، و إن لم يرض الهلاليون عن رصيده من الأهداف و لكن عليهم البحث عن السبب، لكن ما يتأكد للمتابعين أن اللاعب أفضل من غالبية الأجانب لدينا. و هو يأتي مباشرة خلف ويسلي و إيلتون و فيكتور – في رأيي – . و ربما أن وجوده في نفس الفريق مع المبدع و الخطير ويسلي و عودة ياسر – تقريبا – تقريبا لمستواه، بالإضافة لطريقة لعب الهلال التي تعتمد على الوسط في الصناعة والتسجيل مع الاكتفاء بمهاجم أو مهاجمين على الأكثر، ربما كل ذلك كان سببا لعدم حصوله على الفرصة الكافية. - فاز الاتحاد أو خسر، سيبقى رأيي كما هو: الاتحاد في طريقه لما وصل إليه النصر في السنوات الماضية، لأن معدل أعمار لاعبيه (المؤثرين) فاق الثالثة والثلاثين. و كل الوجوه الجديدة فيه سيكون مصيرها كمصير عبدالرحمن البيشي و ابراهيم شراحيلي و محسن القرني و غيرهم. و قد يحتفلون ببطولة مع الجيل القديم كآخر بطولات ماجد و محيسن و الهريفي مع النصر (البطولتين الآسيوية). ما ينبغي على الاتحاديين هو تدعيم الفريق بعمود فقري محلي جيد يتشرب طريقة الفريق قبل اعتزال ذلك الجيل، و قبل أن تنفرط السبحة. دمتم بخير ،،، ظافر الودعاني.