ضمنت بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2012" في بولندا وأوكرانيا تأهل جميع القوى الكروية في القارة، عدا البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو التي لا يزال عليها القتال من أجل حجز مقعد في البطولة. وبينما تمكنت أسبانيا وألمانيا، المرشحتان للقب، من اجتياز التصفيات بسجل كامل من الانتصارات، وتنفست فرنسا الصعداء بعد أن عانت حتى النهاية، لا يزال على البرتغال الاصطدام في مباراتي ذهاب وإياب بأحد منتخبات تركيا أو إستونيا أو مونتنجرو أو البوسنة والهرسك من أجل الانضمام إلى قائمة تضم أيضا إيطاليا وإنجلترا وهولندا واليونان وروسيا والدنمارك والسويد والبلدين المضيفين بولندا وأوكرانيا. ولم يعد يتبقى سوى أربع تذاكر. هل يغيب واحد من أفضل لاعبي العالم؟ هل يغيب أغلى لاعبي العالم؟ احتفظ كريستيانو رونالدو، الذي دفع ريال مدريد 96 مليون يورو /132 مليون دولار/ لضمه من مانشستر يونايتد الإنجليزي، بصمته بعد الهزيمة أمام الدنمارك أمس الثلاثاء في كوبنهاجن 1/2 والتي حكمت على الفريق بخوض الملحق. وقال باولو بنتو المدير الفني للمنتخب البرتغالي "علينا أن نرفع الرأس ونصحح أخطاءنا". لكن شمال القارة أقام احتفالات بانتصاري السويد على ضيفتها هولندا 3/2، الذي منح المنتخب الاسكندنافي التأهل كأفضل ثان ومن ثم وجود الهداف زلاتان إبراهيموفيتش في العرس القاري. كما ستشارك اليونان، بطلة نسخة 2004، التي تركت وراء ظهرها عصر المدرب الألماني أوتو ريهاجل بفضل خليفته البرتغالي فيرناندو سانتوس، الذي لم يتعرض لأي خسارة في 16 مباراة. وتثني الدنمارك أيضا على دور المدير الفني، المخضرم مارتن أولسن، الذي استطاع صنع فريق شاب يذكر بذلك الذي حصد اللقب الأوروبي عام 1992. وكتبت صحيفة "بي.تي" اليوم "تحفة فنية من أولسن" فخرا بفريقها الذي استطاع التفوق على منتخب كالبرتغال. ويرغب الكل في استمرار أولسن، الذي لا يريد حتى الآن الحديث عن مستقبله. وقال الأمين العام لاتحاد الكرة في البلاد جيم سييرني هانسن "سنكون حمقى لو لم نبق عليه. من الصعب العثور على دنماركي أكثر منه ملائمة للمنصب". ويقدم المنتخب الدنماركي الشاب كرة هجومية يبدو أنها باتت المثال المتبع في القارة العجوز، ربما على شاكلة أسبانيا بطلة أوروبا والعالم. كما تحقق السويد انتصارات، آخرها الفوز على هولندا في غياب إبراهيموفيتش، الأمر الذي أيقظ الشكوك حول حتمية وجود هداف ميلان في تشكيل الفريق. وكتبت صحيفة "سفينسكا داجبلاديت" اليوم "على المدير الفني (إريك هامرين) أن يوضح الدور الذي يجب على إبراهيموفيتش أداؤه في السويد". وفي فرنسا لا يوجد وقت للجدل، بل للاسترخاء بعد فترة صعبة. ومنحت ضربة جزاء قرب النهاية لسمير نصري نقطة التعادل في باريس أمام البوسنة، ومن ثم ضمان التأهل المباشر. وقال المدافع إريك أبيدال بفرحة كبيرة "الآن نريد الفوز بالأمم الأوروبية"، لكن مديره الفني لوران بلان بدا أكثر واقعية قائلا "لا يزال أمامنا الكثير من العمل لنقوم به"، في الوقت الذي كان كريستيانو يتمنى فيه لو كان مكان منتخب "الديوك". فبينما سيلعب الكبار مباريات ودية في تشرين ثان/نوفمبر، سيكون على البرتغال أن تعاني المزيد يومي 11 أو 12 و15. وضم التصنيف الأول للملحق قبل القرعة التي تجرى غدا الخميس إلى جوارها كلا من كرواتيا وجمهورية التشيك وأيرلندا. وفي التصنيف الثاني ستكون هناك إستونيا ، صاحبة كبرى المفاجآت، والتي لعبت وخسرت الثلاثاء وديا أمام أوكرانيا صفر /2 ، لكنها احتفلت بفوز سلوفينيا على صربيا 1/ صفر، لتضمن خوض الملحق. وقال لاعب الوسط الإستوني مارتن فونك لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) "هذه هي السعادة الحقيقية". ووجه رئيس اتحاد الكرة الإستوني أيفار بولاك نداء "للسيطرة على المشاعر... لقد تفوقنا على التوقعات، والآن علينا أن نحافظ على هذا المستوى من أجل المنافسة في الملحق".