أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل . وقال في خطبة الجمعة اليوم // حين دحى الله الأرض وأجرى يد الخلق على الخليقة جعل فيها بلادا وذرأ فيها بشرا ثم اصطفى الله من هذه البلاد بلادا ومن البشر بشرا وربك يخلق مايشاء ويختار فكانت مكة والمشاعر وطيبة الطيبة وكان شاما منها بلاد الشام واصطفى الله من البشر أنبياءه ورسله وقضى لبلاد الشام حظا وافرا منهم فجعل أرضها مدرج الأنبياء ومتنزل الوحي من السماء هي أرض المحشر والمنشر وحين يبعث الله المسيح ابن مريم في آخر الزمان لاينزل إلا فيها عند المنارة البيضاء شرقي دمشق طوبى للشام ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها أنها بلاد باركها الله بنص الكتاب والسنة فهي ظئر الإسلام وحاضنته وعاصمته حين من الدهر سطرت على أرضها كثير من دواوين الاسلام ودفن فيها جموع من الصحابة ومن علماء المسلمين كم ذرفت على ثراها عيون العباد وعقدت في أفيائها الوية الجهاد وسال على دفاترها بالعلوم مداد وجرت على ثراها دماء الشهداء صحابة وأخيارا وأصفياء وتداول الحكم فيها ملوك وسلاطين أضافوا للمجد مجدا وللعز عزا كسرت على رباها حملات صليبية تقاطرت عليها مئتي عام قارب أعداد الجند فيها سكان بلاد الشام كلها إذا عدت حضارات الاسلام ذكرت الشام وإذا ذكر العلم والفضل والفتوح ذكرت الشام هي أرض الأنبياء وموئل الأصفياء ومازار النبي صلى الله عليه وسلم بلادا خارج الجزيرة الا بلاد الشام وفي آخر الزمان عند ما تكون الملحمة الكبرى يكون فسطاط المسلمين ومجمع راياتهم بارض الغوطه فيها مدينة يقال لها دمشق هي خير مساكن الناس يومئذ // . وأضاف فضيلته يقول // ولقد أدرك الصحابة رضي الله عنهم دعاء نبيهم صلى الله عليه وسلم / اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في شامنا / فلم يلبثوا بعد رحيله صلى الله عليه وسلم إلا قليلا حتى توجهت قلوبهم إلى الأرض التي باركها الله ووصى بها رسول الله فخفقت إليها بيارق النصر ورفرفت في روابيها الوية الجهاد وسطرت ملامح من نور ونشر الإسلام رداءه على الشام تزجيه طلائع الإيمان يتقدمهم خالد بن الوليد وأبو عبيدة ابن الجراح وشرحبيل ابن حسنة وعمرو ابن العاص ويزيد ابن أبي سفيان والقعقاع ابن عمر وضرار بن الأزور وفيهم ألف صحابي منهم مائة ممن شهد بدرا وتوالى عليها الصحب الكرام , ولا غرو فقد اختارها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ووصى بها الخلص من أصحابه وصارت الشام عاصمة الإسلام قامت فيها أول ممالك الإسلام وأعدل ملوك الإسلام شع منها نور العلم وبسط فيها رداء العدل ونشرت فيها قيم الحق والحرية وسطر المسلمون هنالك أروع الأمثلة في حسن الجوار وكرم التعامل مع الآخرين وحفظ المسلمون لأهل الأديان ذممهم وتركوا لهم مذاهبهم ومعابدهم فعاش الناس في تسالم وأمان أحراراً في أرضهم ومعتقدهم ونالت الشام بركة العدل فرغد عيشها ووفر رزقها حتى قال عمر بن عبد العزيز وهو متربع على عرشها انثروا الحب على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين // . // يتبع //