افتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في جامع خديجة بغلف بمحافظة جدة مساء اليوم سلسلة المحاضرات العلمية عن الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - التي ينظمها مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة بالتعاون مع الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة ، وتستمر سبعة أيام. وأستهل معالي وزير الشؤون الإسلامية سلسلة المحاضرات باستعراض رحلات الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - الدعوية والاتفاق الذي تم بينه وأمير الدرعية في ذلك الوقت الأمام محمد بن سعود ( عام 1157ه ) ، عندما وجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب أن نشر دعوته باللسان لا يقيم لها قوة ولا حماية وحاجته لبناء دولة تقوم على أساس الدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك وإعادة الناس إلى السنة وترك البدع وتحكيم شرع الله تعالى. وبين معاليه أن الحركة الفعلية لتحقيق هذه الدولة بدأت عندما استجاب الإمام محمد بن سعود لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، حيث كانت هناك حاجة ملحة لتنظيمها وتأسيسها شيئا فشيئا ، فكان من أهم سمات تأسيسها إقامة العدل في حق الله عزوجل والإصلاح في الأرض وعدم الإفساد فيها. وقال معالي الوزير " لقد اقتضى الأمر لتحقيق ذلك أن يكون هناك ترتيب للشرع الذي يحكم في هذه الدولة الصغيرة ، وهو الحكم لله عزوجل ، فحكموا بالشريعة ، وقرر الشيخ محمد بن عبدالوهاب تفريق الحكم في الشريعة بين القضاء وبين التعليم والفتوى ، فجعل للقضاء مرتبة وطريقة ، وللتعليم والفتياء مرتبة وطريقة". وشرح معالي وزير الشؤون الإسلامية في محاضرته سبب اختيار الشيخ محمد بن عبدالوهاب المذهب الحنبلي للحكم به في هذه الدولة ، وقال " ليس لتفضيل المذهب الحنبلي عن غيره من المذاهب ، ولكن لأنه لا بد من قول واحد يحكم به في الناس وحتى لا تتعدد الاجتهادات في حكم واحد أو قضية واحدة ، وحتى لا يكون في الدولة الواحدة حكمان ، لأن ذلك من وسائل تفتت الدولة وعدم اجتماع الكلمة وسبب لوقوع المناحرات". وتطرق معاليه إلى حرص الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الأمر بالمعروف والنهي والمنكر في دعوته واعتبارها من الوظائف العظيمة لتأسيس وقيام الدولة وتحقيقا لأركان الإسلام العملية وأن يكونوا ممتثلين بالإسلام في أخلاقهم وأقوالهم وسلوكم ولا يرتكبون محرما على وجه المجاهرة والظهور ، وقال " إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب عندما توسعت الدولة ودخلوا ديارا كثيرا لم يلزم الناس بالسنة عقيدة ولكن ألزمهم بان ارض الله جل وعلا ليست إلا لما هو موافق لسنة محمد صلى الله عليه وسلم ". وبين آل الشيخ اهتمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالمفهوم الإداري في دعوته فربط القرى ربطا مركزيا بالإمارة المركزية في الدرعية فكانت نواة تأسيس الدولة على أسس إسلامية. وتحدث معالي وزير الشؤون الإسلامية في ختام محاضرته عن جهاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب حيث كان يعرض على الناس دعوته ويرسل لهم الرسائل ويحاورهم ويناقشهم ومن لم يرضى بذلك فإنه يناقشه ويحاوره أكثر من مرة ولم يحارب إلا من وجه إليه سرايا للنيل منه ومن قوة هذه الدولة الناشئة. // انتهى //