افتتحت اليوم بمدينة مراكش المغربية أعمال الندوة الدولية حول الترجمة العربية للكتابات الاستشراقية المتصلة بالتراث الإسلامي التي تنظمها مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش على مدى يومين بمشاركة عدد من المترجمين والباحثين والأخصائيين في الميدان من المملكة العربية السعودية والمغرب وتونس ولبنان وفرنسا. وأكد المشاركون لدى افتتاح الندوة المنظمة في إطار الأيام الدراسية العربية الأوروبية أن المستشرقين بذلوا جهودا مهمة في دراسة الفكر الإسلامي منذ وقت مبكر, وكانت لأعمالهم آثار واضحة في تطور الدراسات العربية والإسلامية التي تعنى بالفكر العربي والإسلامي الحديث. وأضاف الباحثون المشاركون أن نوعية الأسئلة ومناهج وأساليب الدراسة التي تميزت بها الدراسات الاستشراقية وطريقة تطرقها للموضوعات أثرت في الكتابات العربية والإسلامية الحديثة على الرغم من أن معظم الدراسات الاستشراقية لم تنقل إلى اللغة العربية. كما أكد المشاركون أن ما نقل إلى العربية دار حوله جدل كانت له آثار مهمة وواضحة على أساليب الكتابة والتأليف بالمحيط العربي على الخصوص الأكاديمي والفكري. ولفت المشاركون الانتباه إلى أن هذا الملتقى سيعمل على دراسة وتحليل عينة من ترجمات نصوص المستشرقين إلى جانب اهتمامه بالكتابات التي سعت إلى نقد أو دحض أو محاكاة هذه الدراسات الاستشراقية بتتبع بعض النماذج لهؤلاء المستشرقين بهدف تأكيد أهمية ودور الترجمة في صياغة الفكر العربي الحديث والمعاصر. وتخصص هذه الندوة لمناقشة قضايا تتعلق بالوظائف المعرفية أو الأيديولوجية للترجمة, وما أهمل من الكتابات الاستشراقية الجديرة بالترجمة, ومدى تأثير الترجمة العربية لمثل هذه النصوص في تشكل مقاربات معرفية جديدة للتراث الإسلامي. وتتمحور أعمال الندوة حول مواضيع تهم على الخصوص," الإنتاج الاستشراقي في الترجمة العربية : ترجمة أم رجوعاً إلى الأصل ", وكتاب "الاستشراق" لإدوارد سعيد وأثره في العالم العربي والغربي", و" من إشكاليات الترجمة العربية لموسوعة "دائرة المعارف", و" الترجمات الفرنسية لمعاني القرآن الكريم منذ 1646 وآثرها في النقاش الغربي حول الإسلام" , و"النص والتراكم: أسئلة الترجمة في تاريخ القرآن الكريم. // انتهى //