أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس مؤسسة التراث الخيرية رئيس اللجنة العليا لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني أن هناك اهتمام كبيرا وعودة قوية من جميع فئات المجتمع نحو التراث والعناية به في كل مناطق المملكة، مشيراً إلى الطلب الكبير الذي تواجهه الهيئة من المجتمعات المحلية لضم عدد من المواقع والبلدات التراثية لبرامجها ومشاريعها المتعلقة بالتراث العمراني. وأوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان في الكلمة التي ألقاها أثناء رعايته ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري اليوم بحضور مدير جامعة الملك سعود معالي الدكتور عبد الله بن عبدالرحمن العثمان حفل توزيع جوائز الدورة الثالثة لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني (السنة الثانية - لطلاب كليات العمارة والتخطيط) في كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك سعود أن المواطن يتوق إلى أن يعيش في بلدة تراثية يستمتع بها مع عائلته، وما ينقص الآن لتحقيق هذه المعادلة هو تهيئة المواقع السياحية والتراثية، لأن المواطنين يريدون قضاء أوقاتهم في بلادهم، والمقومات الطبيعية موجودة ولكن ينقصها سوى توفير الاستثمارات. وأضاف سموه أن البعد الحضاري للمملكة ما زال غائبا عن اهتمامات المواطنين، وما نقوم به اليوم هو إعادة تكوين وحضور جديد لهذا البعد ، مشيراً إلى أن برنامج تعزيز البعد الحضاري جزء تقوم به مؤسسة التراث مع الجامعات في برنامج أقرته الهيئة العامة للسياحة والآثار وعرض على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- والمتمثل في إعادة العناية والاعتزاز بهذا البعد الحضاري الكبير الذي يشمل الآثار والتراث العمراني والتراث المادي والتراث اللامادي،إلى جانب تعزيز هذا البعد في الجامعات وعلى مستوى التربية والتعليم". ولفت سموه إلى أن هناك عدة أبعاد أولها البُعد الديني وما تقوم به المملكة من احتضان الملايين من الحجاج والمعتمرين الذي يتوافدون إلى المملكة كل عام، والبعد السياسي ومبادرات خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- في المحافل العالمية، إلى جانب البعد الاقتصادي الذي تتمتع به المملكة ولله الحمد, والبعد الحضاري هو مكمل لهذه الأبعاد". وأوضح أن جائزة الطلبة في الدورة الثانية من جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني لا تزال في بداياتها والبحوث التي قدمت مميزة، مبيناً أن قضية التراث العمراني الوطني قضية جديدة على المجتمع وجديدة على الجامعات إلى حد كبير وتحتاج إلى وقت، مشيراً إلى أن المملكة اليوم تشهد مشاريع عمرانية ضخمة جدا ونحن يهمنا أن يكون التراث العمراني حاضرا في هذه المشاريع. وبين أن الاهتمام بالتراث العمراني هو جزء من الاهتمام بالبعد الحضاري الكبير للمملكة العربية السعودية الذي يشمل التراث العمراني في أحد جوانبه المرئية والملموسة, ووجود التجربة المعاشة لمواقع التراث العمراني هي أبلغ وأفضل طريقة لإيصال وربط الموطن بتراث وطنه, مؤكدا على أهمية مشاركة التعليم العالي في قضية التراث العمراني الوطني نظرا لما توليه الدولة اليوم من أهمية بالغة للتعليم العالي. // يتبع //