جبال نجران دلالات أثرية عميقة في التاريخ البشري والتدوين الإنساني حيث تبرز نقوشها الحيوانية والتجريبية ممثلة حروف وكلمات كملامح تزيد من رونق هذه الجبال وجمالها حيث تتشابه فيما بينها مع اختلافها عن غيرها في أماكن أخرى, بأحجارها النارية في لون يميل إلى الغامق . وتروى عن تلك الجبال حكاياً أسطورية في المسامرات القديمة, كما يرد وصفها في قصائد الشعر النجراني القديم, وليس غريباً أن يلمس الزائر للمنطقة انتشار أسماء الجبال بين الناس فيجده متداولا في أسماء الأحياء والمحلات وربما حتى أسماء الأطفال . هذه الخاصية الجغرافية في نجران باحتضانها مجموعة من الجبال المتفاوتة في الحجم على ضفاف واديها العريق, أو في محافظاتها في تشكيلات تجذب السائح وتجعله في حيرة ودهشة من جماليات أشكال الجبال ومواقعها داخل المدينة وفي سلسلة متصلة تحاذي نجران من جهة الجنوب حتى تنغمس في كثبان الربع الخالي شرقاً و تتصل بالسروات غرباً . ويمكن القول أن كل الطرق التي تؤدي إلى داخل نجران لابد وأن يرى العابر خلالها جبال نجران التي تتواصل معه حتى يصبح داخل المدينة. وأبرز الجبال في نجران هو " جبل رعوم " الذي يقع جنوب وادي نجران بمحاذاته تماماً وبارتفاع ألف متر عن سطح الوادي, ويعد رعوم أحد المواقع الأثرية المهمة في المنطقة حيث يحوي في قمته قلعة تاريخية بنيت في منتصف القرن الماضي, حيث بنيت القلعة من الحجر والطين ولها طرق صخرية متدرجة مشيدة بطريقة هندسية رائعة تكفل الوصول إليها بسهولة ويسر وتحتوي القلعة على عددا من الغرف وخزان مياه منحوت في الصخر ومسقوفة بخشب النخيل والسدر والأثل, ويستطيع الناظر من قمتها أن يرى قرى نجران المنتشرة على ضفاف الوادي بشكل جميل . // يتبع //