عاد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني إلى عمان مساء اليوم بعد زيارة عمل إلى المنامة التقى خلالها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما ألقى الكلمة الرئيسية في مؤتمر الأمن الإقليمي (حوار المنامة)، الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، بمشاركة 25 وفدا من مختلف دول العالم. وجاء في بيان أردني أن العاهل الأردني التقى في المنامة اليوم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وبحث معها التطورات في الجهود المبذولة لتجاوز العقبات التي تحول دون استئناف مفاوضات فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تحقق التقدم المطلوب نحو حل الدولتين. وقال عاهل الأردن في كلمته في "حوار المنامة" إن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلا إذا تم التوصل لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وتوصل العرب والمسلمون والإسرائيليون إلى السلام. وأكد أن العرب ملتزمون بتحقيق السلام الشامل، لافتا إلى أن مبادرة السلام العربية لا تعرض نهاية للصراع فحسب بل توفر فرصة لتحقيق السلام الدائم الذي سيتيح لإسرائيل بناء علاقات طبيعية مع 57 دولة عربية وإسلامية، وسيؤدي لإزالة خطر الحرب والصراع عن المنطقة،لكن عاهل الأردن حذر من أن هذه الفرصة لن تبقى إلى الأبد فثمة تغيرات جغرافية وديموغرافية تهدد جوهر هذه المبادرة وهو حل الدولتين الذي يضمن للشعب الفلسطيني الحرية والدولة بعد أن طال حرمانه من حقه بهما الذي يكفل لإسرائيل الأمن الذي تطلبه. وقال "إن المخاطر التي تحيط بنا جسيمة فاستمرار الفشل في التوصل لحل الصراع سيؤدي إلى تلاشي الإيمان بالمفاوضات سبيلا وحيدا لتحقيق السلام والعدالة وإذا ما انعدم الأمل ستسود قوى التطرف وستغرق المنطقة في دوامة من الحروب وانعدام الاستقرار تهدد الأمن في الشرق الأوسط وخارجه." وأضاف "لهذه الأسباب يجب أن ننقذ الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين فالمحادثات انطلقت في واشنطن في أيلول الماضي في جو ساده التشاؤم وكنّا جميعا ندرك مدى صعوبة إعادة بناء الثقة بين الجانبين والتقدم في المفاوضات لكننا كنا نعي أيضا أن هناك ثمنا باهظا للفراغ في جهود السلام. وعبر الملك عبدالله الثاني عن أمله أن تتوصل جميع الأطراف إلى قناعة بأنه لا يمكن استمرار الوضع الراهن لأن ذلك يعني الانزلاق نحو الظلام. موضحا أن المحادثات واجهت أزمة حتى قبل أن يبدأ الطرفان في بحث المواضيع الأساسية فإسرائيل لم تقبل أن تمدد قرار تجميد بناء المستوطنات ولم يكن من الممكن أن يستمر الفلسطينيون في المفاوضات في الوقت الذي يغير فيه الاستيطان الحقائق على الأرض ويقوض فرص قيام الدولة الفلسطينية." //انتهى//