تكتظ أسواق الفواكه والخضار في منطقة الباحة بالعديد من المنتجات الزراعية على مختلف فصول العام , إلا أن الذي يلفت أنظار الزائرين في هذه الأيام فاكهة "الرمان" التي يبرز منها "رمان وداي بيدة"، الموصوف بمذاقه الطيب، وحجمه الكبير. وفي جولة لمراسل وكالة الأنباء السعودية في أسواق ومزارع المنطقة، خاصة في وادي "بيدة"، اتضح أن السبب الرئيس في جودة رمان هذا الوادي هو نوعية وخصوبة الأرض التي يزرع فيها, حيث يبين المزارع مسفر بن سعيد الشملي، أن الأجواء المعتدلة في الوادي ووفرة المياه إلى جانب التربة الزراعية الخصبة، ساهمت بشكل كبير في ازدهار هذه الفاكهة الصيفية بالوادي وسراة الباحة كافة. وأشار المزارع الشملي، إلى أن شجرة الرمان عادة ما تنمو على ارتفاعات تتراوح ما بين ارتفاع سطح البحر وأربعة آلاف قدم فوقه أي أنها تنمو جيداً في المناطق المعتدلة و الحارة, كما أنها تنمو في المناطق الجافة كشبه الجزيرة العربية, مبيناً أن التربة الرسوبية العميقة من أفضل أنواع التربة الملائمة لزراعة أشجار الرمان . وأوضح أن أشجار الرمان تنموا أيضاً في كثير من أنواع التربة المختلفة كالرملية والطينية والتربة الثقيلة, فيما تختلف طريقة الري بحسب نوعية التربة, مع الأخذ في الاعتبار أن شجرة الرمان تعد من الأشجار المقاومة للجفاف إلى حد كبير. وتتراوح أسعار الرمان في المنطقة من 50 إلى 250 ريال للكرتون المتوسط الحجم, وتعتمد هذه الأسعار، بحسب ما ذكره أحد باعة الخضار والفواكه في المنطقة صالح الغيلاني على نوع الرمان وحجمه ووقت دخوله للسوق سواء أكان في أول الموسم الذي يشهد أسعار منخفضة في العادة نظراً لوفرة الإنتاج أو في آخره وهو الذي ترتفع فيه الأسعار لقلة المنتج . وتنقسم أشجار الرمان إلى قسمين الأول يزرع لثمار الفاكهة والثاني يزرع للزينة والأزهار , فيما تتعدد أنواع ثمرة الرمان فمنها الحلو والحامض والمر وجميعها ذات فوائد طبية وغذائية متنوعة . وللرمان سواء حبيباته أو شحمه أو قشوره استعمالات علاجية للجسم داخلياً وخارجياً , فهو يستعمل داخلياً في علاج الدودة الوحيدة وعلاج حالات الحمى الشديدة والإسهال المزمن والدوسنتاريا الأميبية والصداع وضعف النظر وطرد الديدان المعوية وبخاصة الدودة الشريطية وعلاج البواسير إلى جانب أنه منشط للأعصاب ويزيل حالات الإرهاق وهو علاج للكثير من متاعب الأنف وحالات الإمساك وعسر الهضم وغيرها . وتبرز استعمالات الرمّان الخارجية في علاج التهابات اللثة وتقرحاتها وللجروح المتعفنة , وهو مقوي للأسنان المتحركة ويمنع النزيف الحاد ويعالج حالات البرد ورشح الأنف ويعمل كذلك على زيادة تثبيت الشعر، كما أن لأعواد شجر الرمان فوائد مختلفة مثل : طرد الهوام، حيث أن بعض الطيور تصنع عشها من خشب الرمان فلا تقربه الهوام. يذكر، أن الموطن الأصلي للرمان هو جنوب غرب آسيا، فيما ينبت ويزرع أيضاً في شمال غرب الهند، وفي الأقطار المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط، وكذلك في وسط كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية، وإيران، وبعض المناطق الحارة والجافة, إلا أن الرمان الذي يزرع على نطاق واسع في المملكة يعد أحد أجود أنواعه على الإطلاق. // انتهى //