غمرت الفيضانات التي زحفت من شمال باكستان العشرات من القرى في إقليم البنجاب الأوسط مع استمرارها في الزحف نحو إقليم السند الجنوبي عبر حوض نهر السند الذي يصب في البحر العربي. وأوضحت مصادر حكومية في إقليم البنجاب أن موجة الفيضانات العارمة التي ساقها نهر السند قد غمرت مناطق واسعة في الشطر الجنوبي من الإقليم بما فيها مناطق ديرة غازي خان وليّه وراجنبور حيث تم إعلان حالة الطوارئ هناك، وتقوم فرق الإنقاذ والمساعدة التابعة للحكومة الإقليمية وللقوات المسلحة بأعمال إخراج المحصورين من وسط الفيضانات ونقلهم إلى أماكن آمنة. وأضافت أن هناك موجهة أخرى من الفيضانات يسقوها نهر جهلوم الذي يدخل الأراضي الباكستانية من الجانب الهندي، مشيرة إلى أن زيادة المياه في أحواض الأنهار التي تسوق الفيضانات دفع السلطات الحكومية إلى فتح بوابات السدود القائمة عليها خشية انهيارها بدفع المياه. وفي إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي أفادت السلطات المحلية أن موجة الأمطار الغزيرة الجديدة التي هطلت على الإقليم تسببت في خروج سيول وفيضانات جديدة غمرت مناطق واسعة في مقاطعات زيارات ولوني وتلي وأدت إلى انهيار العشرات من المنازل وانقطاع الطرق. وأضافت أن القوات شبه العسكرية المنتشرة في الإقليم تقوم بأعمال الإغاثة وإخراج المحصورين من مناطق الفيضانات، مشيرة إلى أن بعض المناطق تعاني من نقص حاد في وصول المؤن والأغذية. وفي إقليم السند الجنوبي أعلنت السلطات الحكومية حالة الطوارئ في المناطق التي يتوقع تعرضها للفيضانات التي تزحف عبر حوض نهر السند، وذلك تأهباً للتعامل مع كارثة الفيضانات. وفي المناطق الشمالية من البلاد والتي شهدت خلال الأيام الماضية أعنف موجة من الفيضانات العارمة في تاريخ البلاد، فقد أوضح تقرير إحصائي صادر عن مكتب برنامج التغذية العالمي في إسلام آباد أن الفيضانات دمرت 30 ألف منزل بشكل كامل وشردت 90 ألف شخص أصبحوا دون مأوى في إقليم خيبر بختونخواه الشمالي الغربي. وأضافت أن مناطق بيشاور ونوشيرا ومردان وتشارسدا تعد الأكثر ضرراً بالفيضانات حيث تأثر فيها 80 ألف منزل منها التي دمرت بشكل كامل والتي تعرضت لانهيارات جزئية. وبين التقرير أن المنكوبين بالفيضانات بحاجة ماسة إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية والدعم الطبي للحد من انتشار الأوبئة المهلكة. // انتهى //