تجري الهيئات والدوائر الاتحادية الأوروبية اليوم وغدا الثلاثاء العديد من التحركات والاتصالات في سعي إضافي لاحتواء المصاعب المتنامية التي تواجه منطقة الوحدة النقدية الأوروبية على خلفية أزمة الديون السيادية والتي تؤثر بشكل مباشر على أداء العملة الأوروبية اليورو. وواصل اليورو تراجعه اليوم في مجمل أسواق المال الأسيوية والأوروبية ودون أن يتمكن المسئولون الأوروبيون من توجيه مؤشرات طمأنة حاسمة ومقنعة للمتعاملين. ويعقد وزراء الخزانة والمال لدول منطقة اليورو (16 دولة) سلسلة من الاجتماعات في لكسمبورغ في مسعى للتفعيل خطة الإنقاذ الأوروبية المتفق عليها منذ مارس الماضي والتي لا تزال تواجه عرقلة قانونية وإدارية في العديد من الدول وهو ما يفسّر جانبا كبيرا من تشكيك أسواق المال في أداء منطقة اليورو ونصت الخطة على وضع ضمانات متعددة الطوابق من 750 مليار يورو لإدارة أزمات مستقبلية سيادية الطباع قد تطال عددا من دول منطقة اليورو. ولكن التأخر في التفعيل الفعلي للخطة لا يزل يلقي بضلاله على مجمل التحركات الأوروبية. ويجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء اليوم مع المستشارة الألمانية انغيلا ماركيل في وقت باتت فيه مواقف باريس وبرلين بشان إدارة أزمة الديون السيادية في منقطة اليورو أكثر من متباينة ومتناقضة بشكل سواء بالنسبة لإغاثة الدول المهددة أو بشان إرساء حكومة اقتصادية محددة داخل منطقة اليورو ووفق وجهة النظر الألمانية الصارمة. وموازاة لاجتماعات وزراء الخزانة والمال والقمة الأوروبية الألمانية يعقد فريق العمل الخاص بإدارة الحكومة الاقتصادية الأوروبية اجتماعا مساء اليوم في لكسمبورغ برئاسة الرئيس الأوروبي هرمان فان رومباي وبحضور مجمل وزراء الخزانة والمال على المستوى الاتحادي الأوروبي هذه المرة (27 دولة) إلى جانب رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشي , وهذا هو الاجتماع الثاني لفريق العمل الأوروبي الذي يتوقع ان يقدم تقريرا مؤقتا ومرحليا لزعماء الاتحاد خلال لقائهم على مستوى القمة في بروكسل يوم 17 يونيو الجاري. // يتبع //