واصل المؤتمر العام السنوي الثاني والعشرون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أعماله لليوم الثالث على التوالي بجلسة عقدت برئاسة وزير الأوقاف الأردني عبدالسلام العبادي لمواصلة مناقشات علماء المسلمين لمحاور المؤتمر الذي يناقش مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر. وأكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله العمار في كلمته خلال جلسة اليوم ضرورة مواكبة الأمة الإسلامية للتطورات الحالية في العالم واهمية تحرى المقاصد عند ممارسة الإجتهاد الفقهي. وقال أن التعويل على المقاصد لا يعني التخلي عن الدين ولا ينبغي أن يفهم أن تقرير هذا المنهج المقاصدي دعوة صراحة أو ضمناً إلى التخلي عن النصوص والإجماعات والثوابت والقواطع أو التقليل من أولويتها وقدسيتها بل ينبغي أن يفهم هذا على أنه دعوة إلى صميم الشرع ورد إلى الله ورسوله لان المقاصد الشرعية كما هو متقرر ومعلوم إنما هي جملة مستخلصات إسلامية ثابتة بأدلة كثيرة بطريق صريح وبطريق النظر والاستنباط والاجتهاد. وأوضح الدكتور العمار أن المقاصد الشرعية هي جملة المعاني الملحوظة في الأحكام الشرعية والمترتبة عليها سواء أكانت تلك المعاني حِكماً جزئية أم مصالح كلية أم سمات إجمالية إلا انه تتجمع ضمن هدف واحد هو تقرير عبودية الله من أجل تحقيق مصلحة الإنسان في الدارين. وبين وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن الشريعة جاءت أحكامها عامة وشاملة بصورة كلية لجميع المكلفين في جميع الأزمة والأمكنة وهو ما يستلزم أن تكون المقاصد التابعة تدور في فلك المقاصد الأصلية محققة وميسرة لغايتها وإلا لبطلت تلك المقاصد التبعية لأنها بالنسبة للمقاصد الأصلية كالفرع بالنسبة لأصله. وبدوره تعرض مستشار الشؤون القضائية والدينية في دولة الأمارات العربية المتحدة الشيخ السيد على بن السيد عبدالرحمن آل هاشم إلى موضوع وظيفة المال في الإسلام .. مؤكدا أن الاقتصاد الاسلامي يلتقي مع الرحمة التي تعد الغاية الأساسية للرسالة المحمدية. من جانبه تناول عضو دار الفتوى اللبناني يحيى أحمد الكعكي قضية الغلو والجمود ومخاطرها على العالم الإسلامي منتقدا الجوانب السلبية للعولمة الإعلامية وقال أنها أعطت الفرصة لأصحاب الآراء المتطرفة بنقل صورة سيئة عن الإسلام. ورأى الكعكي أن سبل التصدي لمخاطر الغلو والجمود تتمثل في النقد الإيجابي البناء ووجود صحوة عقلية للمواءمة بين مقاصد الشريعة وروح العصر والتأكيد على المعرفة الإيمانية في محاربة التشدد والجهل واستلهام التراث العلمي للحضارة العربية والإسلامية لمحاربة الجهل والفقر . وأضاف أن التصدي لمخاطر الغلو والجمود في تجديد الفكر الديني الإسلامي يجب ان يتم ايضا عبر الاجتهاد وعدم الخلط بين الأولويات والهامشيات فضلا عن إعداد الدعاة المؤهلين لحمل رسالة مقاصد الشريعة الإسلامية ووضع حد للفلتان الديني. // انتهى //