انتقد الاتحاد الاوروبي بشدة سياسة اسرائيل في القدسالشرقية، متهما إياها بمواصلة "الاستيطان" في القطاع الشرقي من القدس الذي ضمته اسرائيل في عام 1967م0 وكشف تقرير للإتحاد الاوروبي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم ان اسرائيل تعمل على تغيير التركيبة الديموغرافية في القدسالشرقية وتنفذ بوتيرة متسارعة تغيرات على الأرض. وقال التقرير "ان ما يميز تطورات الوضع في القدسالشرقية خلال عام 2009 هو استمرارية الاستيطان، الاسرائيلي وعدد كبير من أوامر هدم بيوت وأوامر اخلاء بيوت اخرى". واضاف "ومن الناحية العملية تواصل اسرائيل بنشاط عملية اضعاف المجتمع الفلسطيني في القدسالشرقية واعاقة التطور المدني فيه وعزل القدس عن باقي اراضي الضفة الغربية". وتابع تقرير الاتحاد الاوروبي "ومنذ زمن بعيد تخطط اسرائيل وتنفذ مشاريع تقوض امكانية ان تكون القدسالشرقية عاصمة للفلسطينيين، ما يجعل تدريجيا حل الدولتين غير ممكن". من جهة أخرى تحدث التقرير عن الأوضاع الصحية والسكن والتعليم والجمعيات الاستيطانية وسياسة التميييز التي تعتمدها بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة . وقال ان اسرائيل كقوة محتلة وبلدية القدس كونهما مسؤولتين عن تقديم خدمات لسكان القدسالشرقية الذين يشكلون نحو 35% من السكان الا ان البلدية لا تخصص من ميزانيتها سوى 5 بالمائة لهم. واشار التقرير الى سوء الطرقات وغياب الخدمات العامة في القدسالشرقية، و"هذا الوضع مغاير للقدس الغربية". وتحدث التقرير عن قلة تراخيص البناء للفلسطينيين. وقال "خلال السنوات الاخيرة صدر اقل من مئتي رخصة بناء بينما يحتاج السكان الى نحو 1500 ترخيص سنويا". واشار الى هدم أكثر من 600 بيت بدعوى عدم حصولها على تراخيص بناء منذ عام 2000 وفي عام 2009 شرد أكثر من 200 فلسطيني معظمهم أطفال عن بيوتهم التي هدمت، موضحا ان هناك "قائمة طويلة من أوامر الهدم على لائحة الانتظار في أحياء بيت حنينا والثوري والطور ووادي حلوة قد ينتج عن هدمها تشريد نحو 60 ألف فلسطيني". واضاف ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة انتهجت بشدة سياسة نقل السكان اليهود الى الأرض الفلسطينية المحتلة ونتيجة لذلك فان اكثر من 30 بالمائة من القدسالشرقية تمت مصادرتها بحكم الامر الواقع". وتابع التقرير "ان 37 بالمائة من العدد الاجمالي من مناقصات بناء الوحدات السكنية في المستوطنات بين 2001 و 2009 بحسب التقارير تقع في القدسالشرقية ويعيش الان نحو 190 ألف مستوطن في 12 مستوطنة في القدسالشرقية". واعتبر الاتحاد الاوروبي "ان نشاطات الاستيطان غير المشروعة تضر بنتائج مفاوضات الوضع النهائي حول القدس ويجعل اقامة عاصمة فلسطينية في القدسالشرقية غير قابلة للحياة". واكد التقرير ان اسرائيل التزمت خلال خارطة الطريق بالتوقف عن بناء مستوطنات جديدة وبالتوقف عن توسيع المستوطنات الموجودة وبوقف ما يسمى بالنمو الطبيعي . مشيرا الى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت كرر هذه الالتزامات في مؤتمر انابوليس في اكتوبر 2007. يذكر أن التقرير السنوي لرؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس لم ينشر رسميا وقد عرض اخيرا في بروكسل ويحمل تاريخ 23 نوفمبر . وفي هذا السياق زعم الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور للوكالة الفرنسية ان التقرير يستند حصرا على الدعاية والنشرات الفلسطينية، ولم يعتمد على الوثائق الاسرائيلية ولهذا السبب لم يتم نشره علنا لأنه تقرير لا يتمتع بالمصداقية(على حد تعبيره) . // انتهى //