الحاج قبل ستين عاما تقريبا لم يكن أمامه خيار في شأنه المالي لدى أدائه مناسك الحج عبر رحلة سير طويلة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة سوى توفير ما يحتاجه من نقود ( ذهب وفضة ) يتكبد مشقة حملها والمحافظة عليها في إقامته وتنقله وتصريف شؤونه إلى حين عودته من الحج إلى بلده. وكانت تلك ضرورة تشق على الحاج في حجه ، إذا تخيلنا مبالغ الحجيج ووزنها مما يثقل على الحاج فضلاً عن ما قد يعترضها من ضياع ومخاطر ومشاكل في آلية أعمال الصرافة آنذاك . فظهرت في ذلك الوقت مؤسسة النقد العربي السعودي في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله بنظام تبنته تسهيلاً لقاصدي الحج في تعاملاتهم المالية يزيل عن كاهلهم عبء حمل العملة الثقيلة وضمان حماية أفضل لأموالهم . . هو ما يُعرف بإيصالات الحجاج لخدمة مجانية بدون مصاريف صرافة . إذ أصدرت المؤسسة في 14 / 11 / 1372 ه الموافق 25 / 7 / 1953 م أي قبل حج ذلك العام إيصالات عبارة عن أوراق نقدية فئة العشرة والخمسة والريال العربي السعودي يستطيع الحاج بها حفظ ماله وصرف ما يحتاجه إليه من ريالات الفضة العربية . وسجل على الأوراق النقدية ( الإيصالات ) // صدر هذا الإيصال من قبل المؤسسة لتيسير أداء فريضة الحج على حامله وذلك بجعل حصوله على الريالات العربية في متناول يده بسهولة وسرعة أثناء إقامته في المملكة العربية السعودية وبدون تكبد نفقة الصرافة // . كما دون عليها تعهد من مؤسسة النقد العربي السعودي بعدة لغات شملت العربية والأوردية والفارسية والملاوية والإنجليزية ، نصت على أن تحتفظ المؤسسة في خزائنها بجدة بمبلغ يعادل قيمة الإيصال تحت طلب حامل الإيصال الذي هو قابل للصرف الكامل لتدفع قيمته لحامل الإيصال فور تقديمه إلى أي مركز من مراكز المؤسسة . وبذلك أمكن للحاج في موسم حج عام 1372 ه الحصول على هذه الإيصالات في طبعتها الأولى من فئة العشرة بشرائها من الصيارفة عند وصولهم إلى لمملكة ومكتوبة بعدة لغات تخدم أكبر عدد من الحجاج . في حين أن العملة الرسمية المستخدمة في المملكة قبل وأثناء تلك الفترة هي العملة المعدنية من الذهب للريال العربي السعودي والفضة من فئة الريال ووحداته النصف والربع ، وكذلك الفئات الأقل التي سُكت من معدن النيكل ، وتشمل القرش ونصف القرش وربع القرش . // يتبع //