تبدي الدول الأوروبية السبع والعشرون المنتمية للتكتل الأوروبي جبهة ممزقة وهي تعاين إشكالية اختيار أول رئيس لها ،وتعيين ممثل أعلى للسياسة الخارجية واللذان كانا من المفروض أن يعكسا وحدة الصفوف الأوروبية ويرمزا إلى تعزيز الاندماج والعمل المشترك في القارة. ويعقد رؤساء دول وحكومات التكتل السبع والعشرين قمة استثنائية في بروكسل مساء اليوم الخميس لتوزيع المناصب الحيوية بين دولهم ووفق بنود اتفاقية لشبونة للوحدة الأوروبية ولكن كافة المؤشرات توحي باحتدام المنافسة وحتى اللحظة الأخيرة بين مختلف الدول للسيطرة على مواقع النفوذ الهامة في الهندسة الأوروبية الجديدة. وأقر رئيس الحكومة السويدية فريدريك راينفليد الذي يدير حاليا المشاورات والاتصالات بين حكومات التكتل بصعوبة مهمته خاصة انه حدد لنفسه طموحا واضحا يتمثل في دخول قاعة الاجتماعات بمرشحين اثنين فقط لعرضهما أمام القادة الأوروبيين. وقال راينفليد في تصريح تناقلته وسائل الإعلام الأوروبية اليوم انه وقف على صعوبة وحتى استحالة التوفيق بين مواقف ستة وعشرين رئيس حكومة في آن واحد وخلال أربع وعشرين ساعة. ويتوقع المراقبون في بروكسل ان يمضي القادة الأوروبيون معظم ليلة الخميس وربما صبيحة يوم الجمعة لحل الإشكاليات الجوهرية التي لا تزال عالقة بين دولهم. وفيما ورد اسم رئيس الحكومة البلجيكية هرمن فان رومباي كأفضل مرشح لمنصب اول رئيس للاتحاد، فان إصرار بريطانيا المفتوح على إحباط تعيينه ألقى بمناخ من التوتر والتشاؤم الفعلي داخل مؤسسات الاتحاد. وروجت الصحف البريطانية اليوم أخبارا مفادها ان فان رومباي يؤيد فرض ضرائب جديدة ومباشرة على الصعيد الأوروبي كما انه يعارض بشكل مفتوح ضم تركيا للاتحاد الأوروبي في موقف يعكس وجهة النظر الألمانية الفرنسية. // يتبع //