يعقد زعماء التكتل الأوروبي وروسيا قمة دورية بينهما في العاصمة السويدية ستوكهولم اليوم الأربعاء يخيم عليها مناخ من انعدام الثقة المتبادلة بين الطرفين وشكوك في القدرة الفعلية على تجاوز الإشكاليات العالقة بين بروكسلوموسكو. ويرأس القمة من الجانب الأوروبي رئيس الوزراء السويدي فردريك راينفيلد الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الأوروبية والذي يقود أيضا حملة المعارضة داخل الاتحاد الأوروبي لروسيا بشان عدد من الملفات المحددة وخاصة السياسة الروسية في القوقاز ومسالة حقوق الإنسان. وتم تأجيل القمة الروسية الأوروبية عدة مرات بسب الخلافات بين روسيا والسويد التي تحظى في مواجهتها مع موسكو بدعم دول البلطيق والدول الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي السابق. وتمكنت المفوضية الأوروبية في بروكسل من حل عدد من الإشكاليات مع روسيا وانتزاع موفقة من الدول الأعضاء في التكتل بتمكينها من تفويض لتوقيع اتفاقية جديدة للشراكة مع روسيا تعوض الاتفاقية السابقة والتي ضلت غير نافذة المفعول بسبب الحرب الروسية الجورجية في القوقاز في أغسطس من عام 2008م. وتبدو الخلافات السياسية بين روسيا والاتحاد الأوروبي نسبية مقارنة مع الخلاف المزمن بين موسكووبروكسل في مجال إمدادات الغاز والطاقة الروسية لأوروبا. وتمكنت روسيا من شق الصفوف الأوروبية بشكل فعلي وحاسم عبر إبرامها عددا من الاتفاقيات الجانبية في مجال إمدادات الغاز مع عدد محدد من الدول وتنفيذها لمشاريع ضخمة مع دول معينة أخرى وخاصة ألمانيا وايطاليا . وأعربت مصادر أوروبية قبل بدء أعمال القمة الروسية الأوروبية عن خشيتها مجددا ان تركن موسكو لسلاح الغاز لتمرير عدد من مآربها بشان المبادلات مع الاتحاد الأوروبي التجارية والاقتصادية او بشان هندسة الوضع الأمني والسياسي في منطقة القوقاز وأوكرانيا. وتعد أوكرانيا المعبر الرئيس لثمانين في المائة من إمدادات الغاز الروسية لأوروبا حاليا. // يتبع //