تعهد وزراء مالية مجموعة العشرين اليوم السبت على المحافظة على الإجراءات التحفيزية وسياسة الدعم إلى حين ضمان تعافي العالم من الأزمة الاقتصادي التي تعصف به منذ أكثر من عام. وقال المجتمعون في بيان بعد اختتام اجتماعهم في مدينة سانت أندروز الاسكتلندية // إن الانتعاش الاقتصادي في العالم لا يزال "متفاوتا (من منطقة إلى أخرى) ومعتمدا على سياسة الدعم"، مشيرا إلى أن " البطالة مصدر قلق كبير". وكانت بعض الدول، ومنها الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا، سعت إلى مناقشة الانتهاء من مشاريع التحفيز الاقتصادي التي تبنتها عدة دول منذ العام الماضي، فيما بدت دول مثل بريطانيا حذرة حيال وقف مشروع كهذا فيما لا تزال تتخبط في فترة ركود تدوم منذ فترة طويلة. وذكر البيان أن المجتمعين اتفقوا "على استمرار الدعم إلى حين ضمان النهوض (الاقتصادي)" من أجل "إعادة تثبيت ومعافاة الاقتصاد العالمي والنظام المالي". وكان المجتمعون ناقشوا التدابير التي ينبغي اتخاذها لتفادي تكرار أزمة الائتمان العالمي التي أدت إلى الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية الأخيرة. من جانبه قال وزير الخزانة الأميركي تيم غيثنر //هناك توافق كبير على أن يبقى النمو هو السياسية الإلزامية الطاغية في اقتصاداتنا// . وكان رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون دعا اليوم خلال اجتماع وزراء المالية في مجموعة العشرين، إلى صياغة "عقد اجتماعي" جديد مع المصارف في العالم لتكون مسؤولة أكثر أمام المجتمع. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن براون قوله // إنه من غير المقبول أن تجني قلة ثمرة النجاح المصرفي في حين "نتحمل جميعاً" الفشل. ودعا إلى تأسيس صندوق يستخدم في عمليات الإنقاذ المصرفي المستقبلية، يمكن أن يمول من خلال الضرائب على الصفقات، معتبراً انه من "الأساسي" أن يحصل تقدم في مجال تمويل التغيير المناخي. وشدد براون على ضرورة أن يتم "توزيع المخاطر والمكافآت بطريقة عادلة". وقال "أظن انه لا بد أن نناقش إذا كنا بحاجة لعقد اقتصادي واجتماعي أفضل يعكس مسؤوليات المؤسسات المالية تجاه المجتمع". واعتبر أن القطاع المالي كان أساسياً جداً لدرجة لم يكن أمام دافع الضرائب أي خيار سوى التدخل عند فشله. وأضاف براون "لا يمكن أن نقبل أن تجني قلة النجاحات في هذا القطاع في حين نتحمل جميعاً تكاليف فشله". من جانبه، حث وزير الخزانة البريطاني الستير دارلينغ باقي الدول على تحقيق المزيد من التقدم في مجال مكافحة التغير المناخي. واعتبر أن هناك حاجة ماسة لإحراز تقدم في هذا المجال وان على "وزراء المالية للمجموعة أن يلتزموا لأنه في حال الوصول إلى قمة كوبنهاغن في ديسمبر المقبل من دون إقرار مدى مساهمة كل دولة في مكافحة التغير المناخي، فسيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق خلال القمة". وكان الوزير البريطاني عبر عن شكوكه في أن تجتمع العناصر التي قد تؤدي إلى تحسن الاقتصاد العالمي بانتظام، مشيرا الى انه "بانتظار ذلك على دول المجموعة تنسيق سياساتها المقبلة لتحفيز التحسن كما نسقت جهودها لمواجهة الأزمة". وكان صندوق النقد الدولي أعرب أخيراً عن قلقه حيال وضع بعض الحكومات المالي إذ أفاد أن الدين العام في بعض دول مجموعة ال20 قد يتخطى نسبة 118 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي لهذه الدول. ورأى الصندوق أن الأمر سيحتاج إلى أعوام عدة من خفض الإنفاق ورفع الضرائب من أجل إعادة المديونية العامة لهذه الدول إلى معدلات يعتبرها الصندوق آمنة. //انتهى//