حذر رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي ( البنك المركزي ) الأمريكي بن برنانكي اليوم من عودة الاختلالات المالية والتجارية في العالم والتي فجرت الأزمة المالية المدمرة العام الماضي إذا لم تتعلم الولاياتالمتحدة وآسيا الدرس من الأزمة. وأوضح برنانكي خلال مؤتمر عن آسيا بمدينة سانت باربارا بولاية كاليفورنيا الأمريكية أنه مع تعافي الاقتصاد العالمي ونمو حجم التجارة يمكن أن تعيد الاختلالات العالمية تأكيد نفسها من جديد. وحث برنانكي القوى الاقتصادية في آسيا مثل الصين على أن تتوقف عن تقديم الحوافز التي تشوه أسواقها بالنسبة للصادرات وعليها بدلا من ذلك أن تتبني سياسات تعزز الطلب المحلي. كما طالب بضرورة الحد من الارتفاع الصاروخي في عجز الميزانية الأمريكية وتشجيع المستهلكين على الحد من الإنفاق والاتجاه إلى الادخار. يذكر أن الركود العالمي بدأ يشهد تحولات في المنطقتين آسيا والولاياتالمتحدة. إذ انكمش العجز التجاري للولايات المتحدة إلى 3 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي خلال الربع الثاني من العام الحالي مقابل 5 بالمئة خلال العام الماضي. وتراجع الفائض التجاري للصين إلى 6ر5 بالمئة مقابل 10 بالمئة خلال الفترة نفسها. وكانت الاختلالات المالية والتجارية العالمية مسؤولة جزئيا عن الأزمة المالية العالمية التي تفجرت العام الماضي وسببت أسوأ موجة ركود يتعرض لها العالم منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين. فقد أدى تكدس تريليونات الدولارات من الفوائض النقدية لدى الدول الآسيوية إلى التوسع في تقديم القروض للمستهلكين الأمريكيين طوال السنوات العشر الماضية مما أدى إلى انهيار السوق المالية مع انهيار بنك ليمان براذرز الأمريكي في منتصف سبتمبر الماضي. وكان قد اتفق قادة مجموعة الدول العشرين الكبرى في سبتمبر الماضي على مراقبة السياسات المالية لبعضها البعض للمساعدة في وضع الاقتصاد العالمي على أرضية أكثر استقرارا. // انتهى //