رفعت تركيا اليوم نهائيا تحفظاتها تجاه تعيين رئيس الحكومة الدنمركية اندريس فورغ راسموسان لتولى منصب الأمين العام لحلف الناتو خلفا للهولندي ياب ديهوب شيفر. وتعرضت تركيا لضغوط فرنسية ألمانية أمريكية لجرها نحو رفع تحفظاتها على هذا التطور وبعد أن لوحت أنقرة بان المسئول الدنمركي قد لا يمثل أفضل مرشح لقيادة الناتو في وقت يخوض فيه الحلف الأطلسي أعتى معركة له على الإطلاق في أفغانستان وما يستوجبه من مواقف معتدلة ومتفهمة في التعامل مع العالم الإسلامي. كما تعرضت تركيا لمساومات علنية ومفتوحة من قبل المفوضية الاوروبية في بروكسل وهدد مفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي الفنلندي أولي رهين يوم السبت تركيا بأنها قد تتعرض لمتاعب مع بروكسل في سعيها للانضمام للتكتل الأوروبي. وعابت تركيا على المسئول الدنمركي عدم استجابته لطلب تقدمت به إليه عام 2005 للاجتماع مع سفراء الدول الرسمية المعتمدين في كوبنهاجن لاحتواء قضية الرسوم المشينة وقالت تركيا اليوم ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي سيصل إلى أنقرة الاثنين المقبل قدم ضمان شخصية بشان حل إشكالية التعامل مع الأمين العام الجديد للناتو. ويبلغ رسموسان السابعة والخميس من العمر ويقود من سبع سنوات ائتلاف يضم أحزاب الوسط واليمين وأقصى اليمين المتطرف في بلاده. ولكن ورغم مشاركة أقصى اليمين في الحكومة الدنمركية فان الأوساط الاوروبية امتنعت عن توجيه أية انتقادات لها بسبب الروابط القوية للدنمرك مع الولاياتالمتحدة وحلف الناتو من جهة، وبسبب عدم ارتباط الدنمرك بكافة آليات العمل الأوروبي وفي مقدمتها سياسة الأمن والدفاع الاوروبية والسياسة النقدية وعدم اعتمادها لليورو من جهة أخرى. ويتقن رئيس وزراء الدنمرك لغتي التعامل داخل الناتو وهما الانجليزية والفرنسية. ويقول الدبلوماسيون في بروكسل ان تعيينه على رأس الحلف انما يندرج ضمن صفقة شاملة بين الدول الاوروبية لاقتسام مناصب النفوذ الاوروبية والأطلسية بعد الانتخابات الاوروبية المقررة في شهر يونيو المقبل. وسيتم بعد تلك الانتخابات تعيين رئيس جديد للمفوضية الاوروبية ورئيس للبرلمان الأوروبي وربما رئيس للاتحاد الأوروبي أيضا ووزير للخارجية . وأرسلت الدنمرك العديد من عناصرها المسلحة للمشاركة في الحرب ضد العراق عام 2003 م كما إنها تشارك بقوة في المجهود الغربي الحالي في أفغانستان. ويعد الأمين العام الجديد للناتو خبيرا في الشؤون الاقتصادية وبدا عمله السياسي في برلمان كوبنهاجن عام 1978 وترأس الحزب اللبرالي الدنمركي عام 1988 وتولى رئاسة الحكومة عام 2001. // انتهى // 1922 ت م