أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن حلم الدولة الفلسطينية المأمولة شبه مستحيل في ظل السياسات الراسخة التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة لتمزيق وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة لاسيما في الضفة الغربية, مشيرة إلى أن عملية السلام في الشرق الأوسط لا تكاد تتقدم قيد أنملة إلى الأمام حتى تجرها إسرائيل إلى الخلف بقوة سحب ثلاثية عبر ثالوث جدار الفصل العنصري وتهويد مدينة القدس الشريف بتفريغها من سكانها الحقيقيين ومضاعفة عدد المستوطنين في الضفة بما يمثل عقبة كؤود أمام قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وأوضحت أنه وفيما يتعلق بجدار الفصل العنصري لاتزال إسرائيل تواصل بناءه ليلتف كالأفعى السامة حول جسد الأرض الفلسطينية في الضفة مبتلعا الكثير منها وفاصلا المدن والقرى وقاطنيها عن بعضهم وعن أماكن عملهم ولا تعير إسرائيل في سبيل تحقيق هدفها هذا أي اهتمام للانتقادات الدولية أو قرار محكمة العدل الدولية أو مناشدات الفلسطينيين ودعاة حقوق الإنسان. ورأت أن تهويد القدس نهج إسرائيلي ثابت وهدف لم يتغير منذ احتلال الدولة اليهودية للقدس الشرقية العربية في حرب عام 1967 لافتة إلى أنه وعلى صعيد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية فلا يكاد يمر يوم تقريبا دون أن تزرع إسرائيل أناسا من غلاة المتطرفين اليهود لإقامة مستوطنات جديدة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وفي ذات الوقت تعمل أيضا علي توسيع المستوطنات الراهنة ببناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة بها لتوسيع طاقتها الاستيعابية وخلق مزيد من العراقيل أمام تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المنشودة وما الخطة المحكمة التي كشف عنها تقرير نشرته هذا الأسبوع حركة /السلام الآن/ الإسرائيلية بشأن زيادة عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة إلى الضعف تقريبا عن المتابعين ببعيد. وعلى صعيد متصل قالت الصحف إن تأكيدات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في شرم الشيخ أمس الأول وفي القدس يوم أمس بالتزام إدارة أوباما بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس الدولتين هو التزام مرحب به لو لم يقترن بانحياز أمريكي إلى الشروط التي تفرضها إسرائيل وتفرغ بها عملية السلام من محتواها كما فعلت خلال المراحل السابقة من عملية السلام الفاشلة. ولفتت إلى قيام هيلاري كلينتون في مؤتمرها الصحفي مع تسيبي ليفني أمس في تأكيد الالتزام بأمن إسرائيل مطالبة بما أسمته وقف إطلاق الصواريخ في الوقت الذي تجاهلت فيه أن تطالب إسرائيل نفسها بوقف الاعتداءات الوحشية علي الفلسطينيين وسد أبواب مواد الإغاثة لتخفيف معاناة ضحايا عدوانها البربري على قطاع غزة المحاصر كما تجاهلت أيضا التعليق علي ما قررته الحكومة الإسرائيلية في يوم وصولها من إنشاء 73 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية وهي كلها إجراءات على الأرض تجهض حل الدولتين ولا تدع أمام الفلسطينيين المتمسكين باستعادة حقوقهم وأرضهم المنهوبة إلا المزيد من الصمود والمقاومة بكل الوسائل حتى تقتنع إسرائيل بأن التوسع والأمن لا يجتمعان وحتى تدرك الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن تأكيدها الالتزام بأمن إسرائيل يجب أن يكون مشروطا بأن تعيد ما سلبته من أرض وحقوق الفلسطينيين لا أن تتوسع في الاستيطان على الأرض المسروقة وتعتدي على أصحابها. // يتبع // 1142 ت م