أكدت اللجنة العربية المكلفة بزيارة غزة لتقييم احتياجات إعمار القطاع بعد العدوان الإسرائيلي أن حجم الدمار الذي خلفه العدوان هائل وأن هناك حاجة لمساعدات عاجلة للقطاع لإعادة الحياة الطبيعية ولتجنيب المواطنين الفلسطينيين مخاطر المخلفات الحرب. ودعت اللجنة في مؤتمر صحفي عقدته اليوم بمقر جامعة الدول العربية إلى ضرورة العمل بسرعة لإزالة المخلفات والركام خاصة أن هناك مخلفات تحتوى على بقايا الأسلحة المحرمة التي استخدمتها القوات الإسرائيلية مثل الفسفور الأبيض مما يعرض المواطنين الفلسطينيين خاصة الأطفال للخطر. وقال المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتنمية الزراعية رئيس اللجنة محمد محمود الحنان إن هناك أشياء عاجلة تحتاج إلى مال وخبراء بشكل عاجل خاصة إزالة الركام وتوفير المياه والكهرباء وإمداد القطاع بالمواد الغذائية. من جانبه أوضح نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلى أن اللجنة ستقدم تقريرها في وقت لاحق وأنها طلبت مزيدا من الوقت للدارسة وتقييم التوصيات والاقتراحات التي ستصدر عنها مبيناً أن الغرض من لجنة إعمار غزة هو تقييم حجم الدمار بالتعاون مع بنك التنمية الإسلامي خاصة أن اللجنة عاينت الوضع على الواقع. وأوضح حلي أنه تم وضع خطة مفصلة للاحتياجات العاجلة ومنها إزالة الركام وإعادة الكهرباء والمياه وكذلك إعمار مؤسسات التعليم ووضعت تقديرات مالية ستقدم إلى مؤتمر المانحين وأن الجامعة العربية لديها تقديرات أخرى سيتم المقارنة بينها. وبشأن الربط بين الوفاق الوطني الفلسطيني وبين بدء عملية إعادة الإعمار أعرب بن حلى عن اعتقاده بأن عملية الإعمار يجب أن تبدأ فورا نظرا لصعوبة الأوضاع في غزة وقال إن عملية إعادة الإعمار لا يجب أن تبدأ الآن بل قبل الآن. من جهته قال مستشار المنظمة العربية للتنمية الصناعية عبد المنعم محمد إسماعيل إن صورة الدمار مذهلة وفظيعة معربا عن اعتقاده بأنه لا يوجد لها مثيل سوى في الحرب العالمية الثانية. وأوضح أن قطاع الصناعة في غزة كان يضم أكثر من 700 منشأة دمر منها 258 تدميرا كاملا بالصواريخ والطائرات والقنابل الفسفورية وأن باقي المنشات دمرت جزئيا بنسبة تصل إلى 60 بالمائة وأن هذا القطاع يعول ثلث سكان القطاع. بدوره قال ممثل المنظمة العربية للطيران المدني مصطفى أبو بكر محمد المغربي إن إسرائيل استهدفت بشكل كبير مطار غزة وهو ما يخالف اتفاقية شيكاغو ويعد انتهاكا للقانون الدولي مؤكدا أن الهدف من الاعتداء على المطار هو تدمير حركة التواصل المستقبلية بين قطاع غزة وباقي الدول العربية. من جانبه قال السفير محمد صبيح إن العمل العربي المشترك قام بدور كبير قبل العدوان وبعد العدوان والرسائل التي خرجت من الأمين العام للجامعة العربية أدت إلى وصول عشرات آلاف من الأطنان غزة وهذا القرار كان تنفيذا لقرار وزراء الخارجية العرب المشكلة في كيفية الإدخال وخاصة في ساعات الحرب. وخلص صبيح إلى القول أن الأمين العام للجامعة العربية تحرك لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ ووجه رسائل للدول العربية مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية قامت بدفع 7ر6 مليون دولار وأن الكويت دفعت الكويت 34 مليون دولار بشكل عاجل. // انتهى // 1855 ت م