قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة بما هو أفظع بكثير من أن يقال عنه جرائم حرب حيث أن ماتمارسه في أرض فلسطين يحتاج إلى مصطلح دولي جديد يتصف بهذه الأفعال الشنيعة من قتل ودمار وامتهان لكرامة الإنسان. إن المشاهد المريعة في غزة ستبقى شاهدة على ما اقترفته يد العدو الحاقدة في حق الإنسانية حينما وزعت الموت والدمار في كل مكان في هذا القطاع الصغير من الكرة الأرضية. وبعد ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل والتدمير الممنهج والقتل المتعمد ضد قطاع غزة وساكنيه أوقفت سلطات الاحتلال عدوانها مؤقتا من جانب واحد بعد أن استخدمت حسب تقاريرها نصف سلاحها الجوي ونفَّذت ما لا يقل عن 2500 غارة خلال أسابيع العدوان. وأفادت تلك التقارير أن الطائرات وحدها ألقت على غزة مليون كيلو جرام من المتفجرات / ألف طن / وأن هذا الوزن لا يدخل ضمنه ما أطلقته المدفعية والدبابات والمشاة في الألوية البرية والمدمرات وسفن الصواريخ في سلاح البحرية. في سياق متصل كشف الأطباء العرب والأجانب الموجودون داخل القطاع أن الرصاص الذي يستخدمه الاحتلال مطليٌّ بطبقة سموم بيولوجية تسبِّب سيولة بالدم تسمِّم الإصابات في وقت قصير مما يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات قليلة. لقد كان حجم الدمار هائلا والمأساة التي خلفها العدوان من قتل وتشريد للأمنيين كانت أكبر من ذلك بكثير. القصف الإسرائيلي لم يترك شيئاً لم يستهدفه فقد طال المقر الرئيس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين / الاونروا / ومستشفى القدس ومقر الهلال الأحمر الفلسطيني إضافة إلى عشرات الأبراج والأبنية السكنية ومخازن / الاونروا / ومبنى يضم مكاتب للعديد من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة. الإحصائيات تشير إلى أنه منذ بداية العدوان بتاريخ 27 ديسمبر قتل عاملان في الأممالمتحدة وأربعة متعاقدين وجرح ستة موظفين من الأممالمتحدة وأربعة متعاقدين.. وقتل أيضا موظفان آخران خارج ساعات الدوام. إضافة إلى ذلك قتل تسعة متدربين بالقرب من مركز غزة التدريبي .. كما قتل ثلاثة إخوة في مدرسة أسماء التابعة للأونروا بينما كانوا يسعون للحصول على ملجأ هناك. وأيضاً قتل 43 شخصا وجرح 55 شخصا آخرين عندما وقعت قذائف بالقرب من مدرسة تابعة للأونروا في جباليا تضرر على إثرها ما لا يقل عن خمسين مبنى تابع للأمم المتحدة من ضمنها 28 مدرسة تضررت في الأيام الثلاثة الأولى من العملية. //يتبع// 2148 ت م