لليوم الخامس على التوالي واصلت الصحف اللبنانية إبراز مشهد مدينة غزة الفلسطينية الغارقة بدماء أبنائها تحت نيران الاجتياح الإسرائيلي على تنوّعه من قصف جوي وصاروخي وعدوان داخلي تحضيرا لعملية عسكرية برية تعيد اجتياح قطاع غزة من جديد فيما تسارعت الحركة الدبلوماسية والسياسية العربية والإقليمية في اتجاهات عدة للجم العدوان ووقف المجزرة وسط آمال متواضعة بنجاح هذه المساعي إذ لا تزال التجاذبات والحسابات الإقليمية والدولية تتحكم بوتيرة وسير ووجهة الحلول المقترحة. واهتمت الصحف بإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن توجهه إلى مجلس الأمن لانتزاع قرار بوقف فوري للعدوان مطالبا الإسرائيليين بوقف عملياتهم فورا ودون شروط ضد قطاع غزة في حين أكدت إسرائيل أنها ليست على عجلة من أمرها وهي تمارس هوايتها المفضلة في ارتكاب الجرائم فيما أبدت حركة /حماس/ استعدادها لوقف هجماتها على إسرائيل شرط أن تُنهي الأخيرة حصارها لقطاع غزة. وسلطت الصحف الأضواء على اتجاه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ في القاهرة إلى إرجاء الدعوة لعقد قمة طارئة انتظاراً لنتائج التحركات الدبلوماسية خاصة التي تقوم بها تركيا وفرنسا في وقت برز التشدد في كلمات الجلسة الافتتاحية للاجتماع حيال العدوان الإسرائيلي على غزة وضرورة صوغ موقف عربي لا يكتفي ببيانات التنديد والاستنكار حيث حمّل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إسرائيل مسؤولية الوضع الخطير الناشئ عن عدوانها الذي ما زال يعصف بالأرواح الفلسطينية ويدمر كل مقومات الحياة في غزة مؤكدا سموه أن أمن إسرائيل لا يتحقق إلا بقيام السلام العادل والشامل الذي يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. محليا ودون الخروج عن السياق العربي العام ركزت الصحف على استقبال اللبنانيين عامهم الجديد وسط حداد وطني قائم على أبناء غزة الشهداء وفي ظل قلق من المزايدات التي تريد قلب الصراع العربي الإسرائيلي صراعا عربيا عربيا والحيلولة دون إعادة توحيد الحركة الوطنية الفلسطينية لمواجهة العدوان. وتناولت الصحف الاقتراح الذي تقدم به رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان باستضافة القمة العربية الطارئة في بيروت إذا استمر الخلاف والتباين حول مكان عقدها فيما انطلقت التحضيرات على قدم وساق لاستضافة مؤتمر البرلمانيين العرب الطارئ في مدينة صور اللبنانية تحت عنوان /نصرة لغزة/. //انتهى// 1156 ت م