اختتمت اليوم بالعاصمة الجزائرية فعاليات الاجتماع السنوي الثالث لمجموعة عقلاء الاتحاد الإفريقي الذي تناول بالدراسة والنقاش والتحليل طيلة أربعة أيام مجمل المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تعصف بالقارة السمراء بسبب النزاعات العرقية والسياسية أو لأسباب انتخابية كما حدث في الانتخابات الرئاسية في كل من كينيا وزيمبابوي حيث رفضت المعارضة النتائج المعلن عنها بتهمة التزوير واستغلال النفوذ. وخلص الاجتماع بالدعوة إلى اعتماد الحلول الإفريقية لمشاكل القارة وعدم إتاحة الفرصة لتدويل قضايا الأفارقة ولاسيما الوضع في الصومال وفي دارفور غربي السودان وكذا الخلاف القائم حاليا بين محكمة الجنايات الدولية والسلطات السودانية. وشدد المجتمعون على أهمية التعجيل بمعالجة هذه المشاكل التي وصفها اجتماع العقلاء بالقضايا المستعجلة. وأكد لقاء الجزائر على حتمية القضاء على ما تبقى من بؤر التوتر في القارة الإفريقية بغرض التفرغ لتنمية القارة ورفع المستوى المعيشي لسكانها وتحقيق التنمية الشاملة التي تقوم على الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية التي تزخر بها إفريقيا فضلا عن الكفاءات البشرية التي هاجر منها عشرات الآلاف نحو العالم الغربي ولا سيما أوروبا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية. وأبرز الاجتماع ضرورة توفير شروط تسوية المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعيشها بعض جهات القارة وذلك من خلال تفعيل الهيئات الإفريقية المختصة وذات الصلة فضلا عن دعم وتطوير آليات التشاور بين مختلف الدول الإفريقية. وأشاد عقلاء إفريقيا بالرزانة التي تحلى بها القادة الأفارقة في مواجهة التحديات العالمية ولا سيما تلك التي تمس بسيادتها واستقلال قرارها السياسي والاقتصادي وأكدوا بالمناسبة على دعم سياسة التقارب والتعاون في إطار الإتحاد الإفريقي كأعلى هيئة إفريقية وكأفضل منبر لمعالجة قضايا القارة الآنية والمستقبلية. وفضلا عن كل ذلك فقد تناول لقاء الجزائر التحضير للاجتماع القادم لمجموعة العقلاء الذي ستحتضنه العاصمة الكينية نيروبي. وتضم مجموعة العقلاء التي يترأسها حاليا الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة ثلاث شخصيات إفريقية أخرى تمثل مناطق القارة وهم الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية التنزاني سليم أحمد سليم والرئيس السابق لساو تومي وبرانسيبي ميغل تروفوادا دوس أنجوس دي كونا ورئيسة المفوضية الانتخابية المستقلة لجنوب إفريقيا بريغاليا تومبيملوب بام. وقد حظي حكماء القارة باستقبال من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بحضور الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل حيث تباحث الطرفان النقاش حول أهم القضايا الإفريقية في ظل التحديات العالمية التي تواجه القارة. //انتهى// 1315 ت م