أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل وان يتقوا يوما يرجعون فيه إلى الله يوم توفى كل نفس ما كسبت. وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم // إن وقفة الوداع مثيرة للوجدان ومهيجة للأحزان لان فيها فراق المحبوب وحرمانا من التنعم بقربه والحظوة ببره ولقائه مع خشية من أن تكون آخر العهد به حين يقضي دنو الأجل عن بلوغ الأمل في تجدد لقائه وهذا رمضان الذي استقبلناه بالأمس القريب قد أذنت شمسه بالمغيب وشارفت أيامه الغر على الرحيل فهل نودعه بما يظهره بعضنا من فتور الهمة وخمود عزيمة وتقرب لانتهاء زمنه رغبة في الفرار من رهقه والخلاص من نصبه وحرمانه أم نودعه بما كان يودعه أولو الألباب من عباد الله والصفوة من خلقه السائرون على نهج سلف هذه الأمة وخيارها اؤلئك الذين جمعوا بين الاجتهاد في إتمام العمل وإكماله وإتقانه وبين الاهتمام بعد ذلك بقبوله والخوف من رده 0 إن مثلهم كمثل الذين قال الله فيهم // والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة إنهم إلى ربهم راجعون //. وأردف يقول // انه الهم الذي عبر عنه بعض السلف بقوله // أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا // ولذا كانوا كما قال بعض السلف أيضا // يدعون الله ستة اشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة اشهر أن يتقبله منهم // وجاءت الوصية بالاهتمام بهذا الأمر وعدم إسقاطه من حساب كل مجتهد في العمل ففي كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاء قوله // كونوا لقبول العمل اشد اهتماما منكم بعمل الم تسمعوا الله عز وجل يقول//أنما يتقبل الله من المتقين // وروي عنه رضي الله عنه انه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال آمين آمين آمين قيل يا رسول الله انك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم // إن جبريل أتاني فقال يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فادخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين قال و من أدرك أبويه أو احدهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين قال ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين //. // يتبع // 1546 ت م