بدأت في تونس اليوم أعمال المؤتمر العربي الرابع عشر لرؤساء المؤسسات العقابية والاصلاحية بمشاركة وفود عن مختلف الدول العربية من بينها المملكة التي يرأس وفدها مدير عام السجون اللواء الدكتور علي الحارثي إلى جانب ممثلين عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وألقى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أعرب في مستهلها عن التقدير لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ولأصحاب السمو والمعالي الوزراء العرب للدعم الذي يقدمونه للامانة وللمسيرة الأمنية العربية المشتركة. ورأى أن دور الؤسسات العقابية والاصلاحية لا يتعلق بتنفيذ العقاب المفروض على نزلائها بقدر ما يتعلق باصلاح هؤلاء النزلاء وتأهيلهم للعودة إلى حياة اجتماعية ناجحة تسهم في مسيرة التقدم والازدهار مؤكدا على ايلاء هذه المؤسسات العناية التي تستحقها وجعلها اداة حقيقية للاصلاح ومكانا يتجلى فيه احترام حقوق الانسان. وتحدث عن تأهيل نزلاء المؤسسات العقاببية من خلال اكسابهم المهارة الحرفية والتأهيل السلوكي الأمر الذي يشكل عاملا مركزيا في اصلاحهم وبذلك يتم استئصال نوازع الشر والاجرام المترسبة لديهم واستبدال العادات والممارسات السيئة لديهم. وشدد على ضرورة تقييم البرامج الوقائية والاصلاحية التي تمتلكها المؤسسات العقابية باستمرار وتطويرها بما يتناسب مع التطورات والمستجدات المسجلة على الصعيد الدولي والعمل على تعديل الأنظمة والقوانين اللازمة إذا تطلب الأمر ذلك من أجل تحقيق النتائج المتوخاة, مؤكدا أهمية البحث عن بدائل مناسبة للتوقيف الاحتياطي وللعقوبة السالبة للحرية القصيرة الأجل لتفادي ما ينجم عن هذه العقوبة من آثار سلبية واعتماد مبدأ الافراج الشرطي فضلا عن امكانية منح النزيل فترة معينة بشروط يقضيها مع عائلته مما يؤدي الى تقوية الروابط الاجتماعية والعائلية بين النزيل وأسرته وتعزيز فرص اندماجه في المجتمع عند انتهاء فترة عقوبته. وذكر أن تنفيذ برنامج اصلاحي داخل المؤسسات العقابية والاصلاحية يفترض وجود عدد كاف من الاختصاصيين في المجالات المختلفة وان يكون لهم دور فاعل في وضع البرامج التأهيلية والتدريبية مشيرا إلى أهمية اختيار العناصر الكفؤة للعمل في تلك المؤسسات وتدريبهم وتخصيص حوافز ومزايا مادية ومعنوية مختلفة تشجع ذوي الكفاءات والمؤهلات على العمل في المؤسسات العقابية والاصلاحية. وتطرق كومان كذلك إلى أهمية توزيع المؤسسات العقابية والاصلاحية على مختلف المناطق في البلاد مع مراعاة وضع النزيل في المؤسسة الأكثر قربا من مكان اقامته. ويبحث المؤتمر على مدى يومين موضوعات تتعلق بتأهيل المجتمع المحلي لتقبل المفرج عنهم وانشاء مراكز اصلاح وتأهيل خاصة للموقوفين والمحكومين المدمنين على المواد المخدرة وكذلك شمول النزلاء في مراكز الاصلاح والتأهيل بالضمان الاجتماعي ومواد رد الاعتبار وعلاقتها بالبرنامج الاصلاحي واندماج المفرج عنهم فى المجتمع ومعايير تقييمات المؤسسات العقابية وانواعها. // انتهى // 1811 ت م