اعلن سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليوم عن تقدم بلاده بمبادرة لانشاء صندوق يهدف الى دعم مبادرات توفير السلع الزراعية الاساسية للمحتاجين في العالم الاسلامي بشكل سريع تحت اسم صندوق الحياة الكريمة وان بلاده تعلن عن مساهمتها بمبلغ مئة مليون دولار لدعم هذه المبادرة والمساهمة في هذا الصندوق لتحقيق الاهداف المرجوة من انشائه. وكان امير الكويت قد نبه في كلمة افتتح بها اليوم المنتدى الاقتصادي الاسلامي الدولي الرابع الى ما تعاني منه بعض الدول الاسلامية من شح في الموارد الغذائية وارتفاع اسعارها مما ينذر بانعكاسات سلبية. كما اعلن الشيخ صباح الاحمد في كلمته عن دعم بلاده الكويت للخطة المقترحة من المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة جاك ضيوف لمواجهة ارتفاع اسعار المواد الغذائية في الدول الاكثر فقرا مشددا سموه على ما تعبر عنه هذه المبادرات من تلاحم وتعاضد بين الدول الاسلامية والتي كان اخرها صندوق التضامن الذي انطلق في قمة المؤتمرالاسلامي في مكةالمكرمة حيث تعهدت الكويت بمبلغ ثلاثمئة مليون دولار. وقد لفت الشيخ صباح الاحمد في كلمته الى ان /عالمنا اليوم يشهد تغيرات متسارعة في اطار عولمة اقتصادية وثقافية باتت تفرض علينا جميعا ضرورة اعداد تشكيل رؤانا واتجاهاتنا سواء نحو بعضنا البعض او تجاه الاخرين وذلك وفق نهج واضح من العمل المتواصل والدؤوب لاعداد وتهيئة شعوبناومؤسساتنا لكي تقوم بدور اكثر فاعلية وتأثير بما يتناسب من متطلبات ومستجدات الالفية الثالثة/ . واضاف سموه /ان أمتنا الاسلامية تعيش اليوم لحظة فارقة في تاريخها حيث تتوافر لديها امكانات اقتصادية مواتية وموارد بشرية وطبيعية هائلة تحتاج فيها الى الاستغلال الصحيح والتوظيف الامثل وتحفيز الفرص المتاحة لاحداث التنمية المستدامة لاقتصادياتها لضمان توفير فرص العيش الكريم لابناء شعوبها ومحاربة الفقر والجهل والمرض لبناء انسان عصري يتسلح بالعلم والايمان كركائز أساسية لبناء الدول العصرية التي تنتهج الوسطية البناءة النابذة للتعصب والعنف والسعي الى السلام والامن والاستقرار في كافة بقاع العالم وذلك استنادا على شراكة اقتصادية عادلة بين دول العالم الاسلامي من جانب ومع باقي دول العالم من جانب اخر. واوضح سموه ان هذه الشراكة يجب أن تكون أحد أهدافنا التي نصبو اليها ولنا نحن في الكويت برامج تنموية طموحة تصب في هذا الاتجاه منوها الى أن هذا الدور الذي نرتضيه لامتنا يحتاج الى تحديث وتفعيل اطر التعاون الاقتصادي بين الدول الاسلامية بحيث تتمكن من زيادة درجة الاندماج والتكامل كي تستطيع أن تتعامل بكفاءة ورؤى واضحة مع التحديات التي تواجهها اليوم من تراجع في مستويات المعيشة والافتقار الى الخدمات الاساسية وضعف تنمية الموارد البشرية وعدم وجود منهجية مدروسة لجهود البحث والتطوير وكيفية زيادة معدلات الاستثمار واساليب معالجة العجز الحاد في موازين المدفوعات وقصور البني التحتية اللازمة وغيرها من الاحتياجات الضرورية اللازمة لبناء القدرات التنافسية التي تحقق طموحات شعوبنا. وشدد سمو الشيخ صباح الاحمد على ان مواجهة تلك التحديات بفعالية يتجاوز النظر الى الامكانات المتاحة للدول بشكل منفرد ويتطلب تعاونا جادا بين عالمنا الاسلامي وبما يساهم في اتخاذ تدابير عدة من أهمها ضرورة العمل على زيادة الاستثمارات فيما بين البلدان الاسلامية وازاحة الحواجز الجمركية وتحسين البنى التحتية ورفع كفاءة وسائل النقل والمواصلات وسبل الاتصالات وبناء قطاع خاص قادر على الاضطلاع بمهام التنمية في البلدان الاسلامية. واكد سموه في كلمته على ان تعزيز القدرات التنافسية للدول الاسلامية يتطلب أمرا أساسيا هو الاهتمام بالتعليم وتطويره باعتباره الركيزة الاساسية لتقدم أمتنا الاسلامية من خلال اصلاح مؤسسات التعليم المختلفة وتطوير المناهج وتشجيع الموهوبين والمتفوقين. كما شدد على ان التنمية تقوم أول ما تقوم على جهود الفرد والمؤسسات والمجتمع وهو الدور المأمول لمنتداكم أن يحدد معالمه ويشرح سبل دفع المشاركة المنشودة لحشد الجهود نحو بناء القدرات وتعميق مستويات التعاون بين عالمنا الاسلامي نحو مستقبل أفضل ان شاء الله. في ختام كلمته اكد امير الكويت على دور القيم الاسلامية لقيمنا الاسلامية الحميدة في تعزيز التنمية كالايمان بالله والصدق والامانة والاخلاص في العمل وهي قيم أحرى بنا أن نتمسك بها لنرتفع بمستويات أدائنا . //انتهى// 1330 ت م