تعتبر الدوالي الوريدية مشكلة طبية تصيب النساء بنسبة 40% والرجال بنسبة 25% وتظهر على شكل حبال ملتفة ومنتفخة في أي مكان على الساقين بدءاً من منطقة المغبن ( أصل الفخذ ) ووصولاً إلى الكاحل. وأوضح استشاري الأشعة التداخلية وقسطرة الأوعية الدموية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الدكتور ماجد أحمد عاشور في دراسة طبية أعدها في هذا المجال أن من العوامل المؤدية للإصابة بالدوالي الوريدية / الوراثة / التي تعد أحد أكثر العوامل أهمية فالشخص معرض كثيراً لخطرالإصابة بالدوالي إذا كان أحد والديه أو أجداده اصيب بها مشيرا الى ان النساء أكثر عرضة للإصابة بها حيث يعود ذلك جزئياً للهرمونات الأنثوية وتأثيرها على جدران الأوعية الدموية ويزداد حجم الدم اثناء الحمل وتساهم التأثيرات الهرمونية في تضخم الأوردة كما تفقد جدران الأوعية مرونتها مع تقدم السن مما يؤدي إلى قصور عمل الصمامات مما يسبب الإصابة بهذا المرض . وأشار إلى أن هناك عوامل إضافية تساهم في إسراع ظهور الدوالي الوريدية وذلك بجعل الأوردة في وضع سيء كالوقوف لفترات طويلة حيث تسبب المهن التي تتطلب من أصحابها الوقوف لفترات طويلة زيادة في حجم وضغط الدم في الأطراف السفلية بسبب تأثير الجاذبية الأرضية والسمنة فغالباً ما تساعد زيادة الوزن في زيادة ضغط البطن الأمر الذي يزيد من تفاقم مشاكل الأوردة إلى جانب مستوى الهرمونات . وأفاد أن الأدوية العلاجية كأقراص منع الحمل والهرمونات التعويضية التي تؤخذ بعد انقطاع الحيض تسبب نفس التأثير الهرموني الذي يسببه الحمل والإصابات الجسدية حيث يمكن للإصابات التي تلحق بالأطراف السفلية أن تتلف أوردة الدم الأساسية وتساعد في تفاقم المشكلة. ولفت إلى أن الشخص حينما يصاب بأعراض الدوالي الوريدية ويتقاعس عن علاجها فقد تتطور لتشكل مضاعفات أكثر خطورة ومنها الإلتهابات والتجلط الوريدي العميق والتقرحات الجليدية والنزيف . واستعرض الدكتور عاشور طريقة تشكل الدوالي الوريدية موضحا انها تتكون بقيام الشرايين بنقل الدم من القلب إلى نهايات الأطراف كاليدين والقدمين والرأس والجلد و بإيصال الأكسجين إلى داخل الأنسجة ثم تقوم الأوردة بإعادة الدم المنزوع الأكسجين ( بعد أن يصبح أزرق اللون ) إلى القلب لإعادة تدويره حيث ان حوالي 75% من دم جسم الإنسان موجود في الأطراف السفلية للجسم وليعاد هذا الدم إلى القلب ثانيةً يجب أن تعمل أوردة الساقين بعكس فعل الجاذبية الأرضية وتقوم عضلات الساقين بالضغط على الأوردة العميقة كي تساعد في دفع الدم نحو الأمام وتفتح الصمامات الصغيرة أحادية الاتجاه الموجودة داخل الأوردة لتسمح بتدفق الدم إلى الأعلى باتجاه القلب ثم تغلق كي تمنع عودتها وفي الوقت الذي تقوم فيه العضلات بمساعدة الأوردة العميقة في عملها فإن نوعاً آخر من أوردة الساق متوضعة خارج طبقة العضلات بمحاذاة الجلد ( الأوردة السطحية ) لا يستفيد من هذه المساعدة ويطلق على الوريد السطحي الأكبر اسم الوريد الصافني الكبير الذي يمتد من الكاحل لينتهي عند المغبن ( أصل الفخذ ) . //يتبع// 0914 ت م