صادقت الجزائربصفة رسمية على الاتفاق الثنائي الجزائري الإيطالي الخاص بإنجاز أنبوب الغاز الرابط بين البلدين عبر جزيرة سردينيا والمعروف اختصارا بأنبوب غالسي. وجاءت عملية التصديق من خلال توقيع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة على خمسة مراسيم رئاسية من بينها ذلك المتعلق بمشروع غالسي الذي تم الإتفاق بشأنه بين البلدين شهر نوفمبر الماضي بجزيرة سردينيا الإيطالية من طرف كل من وزير الطاقة والمناجم الجزائري الدكتور شكيب خليل والوزير الإيطالي لتنمية الإقتصاد بيار لويجي برساني. ويعد هذا الاتفاق استراتيجيا بالنسبة للجزائر التي تراهن عليه ليس فقط لتطوير التعاون الثنائي مع إيطاليا عبر تزويدها بكميات إضافية من الغاز الطبيعي ولكن من ناحية الزيادة في حجم كمية الغازالمسوقة نحو القارة الاوروبية حيث من المنتظر أن يساهم هذا المشروع الحيوي في إيصال الغاز الطبيعي الجزائري من منطقة حاسي الرمل بالجنوب الجزائري إلى مجموعة من الدول الأوروبية منها اليونان وتركيا وحتى سلوفينيا. ويدخل هذا الاتفاق في إطارالتعاون الثنائي الجزائري الإيطالي الذي عبر عن أهميته مسؤولو البلدين خلال عدة مناسبات سواء في الزيارة التي قادت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى إيطاليا سنة 1999 أو زيارة الرئيس الإيطالي كارلو أزغليو تشامبي إلى الجزائر عام 2003 والتي توجت بالتوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار وهي المعاهدة الوحيدة التي وقعتها إيطاليا مع بلد من الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط وقد حددت هذه الاتفاقية المحاور الكبرى للتعاون السياسي والاقتصادي والعلمي والثقافي بين البلدين. يشار إلى أن أنبوب الغاز غالسي الذي يبلغ طوله 1470 كيلومترا ينطلق من الحقل الغازي حاسي الرمل بالصحراء الجزائرية ويعبر جزيرة سردينيا ليبلغ مدينة توسكانيا بوسط إيطاليا ومن المنتظر أن يضمن نقل حوالي 8 ملايير متر مكعب من الغاز سنويا ابتداء من العام المقبل 2009م حسب التقديرات التقنية والفنية المنجزة من قبل خبراء البلدين . وتحوز الشركة الوطنية الجزائرية للمحروقات سوناطراك على 36 بالمائة من أسهم شركة غالسي المكلفة بإنجاز هذا المشروع فيما تمتلك مجمعات إيديسون 16 بالمائة وإينيل ووينتيرشال 13,5 بالمائة لكل واحدة منهما و 9 بالمئة لشركة هيراترايدنغ و أما مجمع شركتي سفيرس من منطقة سردينيا فيملك 10 بالمائة من الأسهم. وتعتبر الجزائر حاليا ثالث أكبر مزود لأوروبا بالغاز الطبيعي بعد كل من روسيا وقطر ويشير الخبراء إلى أنها تملك احتياطيا كافيا يسمح لها بتصدر قائمة المصدرين الأوائل لمادة الغاز الطبيعي نحو أوروبا خلال السنوات القليلة القادمة. // إنتهى // 1207 ت م