قارن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي بين سعر النفط في السوق العالمية المقدر حاليا ب 93 دولار للبرميل وبين التقديرات التي اعتمدتها بلاده في اعداد ميزانيتها للعام الحالي2008 والتي كانت ب 75 دولار للبرميل ما يجعل الفارق بين التقديرات وواقع الاسعار العالمية ب 18 دولارا وهو ما يجعل مبالغ الدعم التي رصدتها الميزانية التونسية لمواجهة الزيادة في الاسعار العالمية دون القدرة على تغطية الفارق . وشدد على ضرورة ترسيخ القناعة بعدم امكانية تواصل تحمل الدولة بمفردها لعبء دعم استهلاك المحروقات على حساب الاهداف التنموية لبلاده .. موضحا ان تونس التي تغطي جزءا كبيرا من احتياجاتها النفطية باللجوء الى التوريد قد اقرت تعديلات على اسعار بيع المحروقات عددا من المرات غير ان ذلك لم يمنع من تواصل الدعم لاصناف معينة من المحروقات. ومضى في افتتاح ندوة توعوية خصصت لمعالجة موضوع ترشيد استهلاك الطاقة في تونس ومعالجته الى حاجة بلاده لمواكبة الاسعار الحالية للبرميل في السوق العالمية مشيرا الى ان ذلك سيكون على حساب المشاريع التنموية والتوازنات المالية في تونس وعلى حساب مستقبل الاجيال القادمة 0 و بعد ان استعرض الغنوشي برنامجا سابقا وجهودا بذلت منذ عام 2001 للتحكم في استهلاك الطاقة تناول برنامج بلاده الجديد لترشيد استخدامات الطاقة والذي انطلق خلال العالم الحالي ليستمر اربع سنوات // 2008 2011// ويشتمل على عدد من الاجراءات الهادفة الى التخفيض في الطلب على الطاقة ب 20 بالمائة في افق عام2011 اي ما يساوي مليوني طن مكافئ نفط مشيرا الى ان البرنامج يقتضي تفادي الانشطة ذات الاستهلاك الكبير للطاقة وحمل المؤسسات التي تستهلك فوق الالف طن على خفض استهلاكها الى 800 طن في السنة مع تشجيع الطاقات المتجددة وفتح مجال انتاج الطاقة النظيفة امام القطاع الخاص . وشدد على ضرورة تغيير سلوكيات الاستهلاك لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة بما يمكن البلاد من مواصلة تنفيذ مشاريعها التنموية ... مشيرا الى ان اهداف البرنامج القادم تكتسي طابعا الزاميا لكل الاطراف حاثا مختلف المنظمات والاحزاب والجمعيات و القطاعات المعنية وافراد المجتمع على الالتزام بها . //يتبع// 2152 ت م