أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عزوجل . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم / إن لهوالحياة ولغوها وزينتها مما يشد المسلم إلى الأرض ويقبض به عن النهوض بما يتعين عليه نحو ربه وعن القيام بالمفهوم الأسمى لإيجاده ألا وهو عبادة خالقه وطاعته كما قال سبحانه // وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين // ولذا جاءت نصوص الوحيين توجه الأنظار وتشحذ العزائم وتستنهض الهمم بالإشتغال بما هوأحسن وخيرعقبى وليذكر المسلم بوظيفة الخلافة في الارض التي جعلها الله لأبي البشر آدم ولذريته من بعده وليذكره أيضا بأن مقتضى هذه الوراثة في الأرض عمارتها بشتى ألوان النشاط البشري دون أن يكون هذا النشاط هو الغاية ودون أن يسمح له أن يصرف عن الغرض الأسمى وهو التوحيد لله رب العالمين وإخلاص العبادة له وحدة سبحانه واستدامة الصلة له في كل تقلب للعبد في معترك الحياه قال تعالى // قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين // . وأضاف فضيلته يقول // وهذا يستوجب من العبد الصادق في عبوديته لربه التفكير في أهم مايدفع به منازل السفر إلى الله وينفق فيه أيام عمره وذلك هو الفرارإلى الله والهجرة إليه كما قال سبحانه // ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين // . وأكد فضيلته أن هذه الهجرة كما قال الامام ابن القيم / رحمه الله / فرض عين على كل احد في كل وقت وإنه لا انفكاك لأحد عن وجوبها وهي مطلوب الله ومراده من العباد مبيناً فضيلته أن الهجرة هجرتان هجرة بالجسم من بلد إلى بلد والهجرة الثانية هي الهجرة بالقلب إلى الله ورسوله وهذه هي المقصودة وهي الهجرة الحقيقية وهي الأصل وهجرة الجسد تابعة له وهذه الهجرة التي هي واجبة على مدى الأنفاس وهي هجرة تتضمن من محبة غير الله الى محبته ومن عبودية غيره إلى عبوديته ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له إلى دعاءه سبحانه والخضوع له والذل والاستكانة له وهذا بعينه معنى الفرار إليه . // يتبع // 1556 ت م