حث ديننا الإسلامي على العفو والصفح واحتساب ذلك عند الله سبحانه وتعالى لما وعد الله به من أجر ومثوبة والله سبحانه وتعالى يقول ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) ويقول تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنسن ) . والعفو والتسامح من شيم العرب وصفة نبيله سطرتها كبت التاريخ وسير العظماء على مر السنين . كما أنه تاج يمكن أن يلبسه أي إنسان مهما كان وضعه الاجتماعي فهو يؤخذ ولايعطى وينظر إليه الناس بمختلف فئاتهم بالمحبة والإعجاب والتقدير ويغبطونه على مامنحه الله من صفات حميدة جعلت ذلك الإنسان يعفو دون مقابل لقاء ما وعد الله به في يوم لاينفع مال ولابنون . وانتشرت في بلادنا في العقدين الماضيين ظاهرة المطالبة بمبالغ باهضة لقاء التنازل عن القصاص ووصل ذلك إلى استنفار القبائل وإقامة المخيمات وعمل لوحات إعلانية تطلب التبرع لهذا الغرض وإرهاق كاهل أسرة وأقارب وقبيلة المعفو عنه إلى حد يصل في بعض الأحيان الى المستحيل . ومجتمع المملكة العربية السعودية مجتمع مسلم مسالم نشأ وترعرع على مبادىء الدين الاسلامي الحنيف وتأصلت فيه الرحمة والعطف والتكافل الاجتماعي والأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة حتى وصلت ينابيع ذلك إلى خارج الوطن عندما يهب الشعب السعودي بأكمله لنجدة أخوة لنا مما حل بهم من كوارث الزلازل أو الفيضانات أو المجاعة أو الحروب ويأتي ذلك استجابة لولاة الأمر في بلادنا المعطاء مملكة الإنسانية . ومن خلال تلك الصور الايجابية التي تعكس أصالة شعب المملكة تأتي مسألة المبالغة في طلب الديات إلى جانب تجمعات القبائل وإقامة المخيمات من أجل طلب العفو لتخدش الصورة الجميلة أمام الآخرين بأشياء بعيدة تماما عن الدين والتقاليد . فالعفو لم يكن يوما من الأيام من أجل دنيا أو مظاهر زائلة وإنما هي شيمة وقيمة لاتقدر بثمن فما عندالله خير وأبقى . // يتبع // 1048 ت م