إستضافت خميسية الشيخ حمد الجاسر الثقافية في مقرها بدارة العرب في منزل حمد الجاسر بالرياض اليوم أستاذ العلوم اللغوية والأسلوبية في جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور محيي الدين بن عثمان محسب في محاضرة بعنوان / اللغة والمخ البشري /. وقد أدار الحوار في الخميسية أستاذ اللغويات في جامعة الملك سعود الدكتور محمود إسماعيل صالح. وفي بداية المحاضرة وضع المحاضر أمامه عدة أسئلة منها .. إلى أي مدى يبدو المخ البشري مبرمجاً لعملية الكلام .. وكيف لهذا المخ اكتساب اللغة وتعلمها وتخزينها ومعالجتها حتى يصل الإنسان إلى تلك القدرة التي تهيئ له أن يصدر / في المتوسط / ثلاث كلمات في الثانية، أو صوتاً واحداً في عشر الثانية . وطرح المحاضر قضية تفرد الإنسان باللغة وعلاقة ذلك بالمخ من خلال فرضيتين .. أولاهما: محاولة إرجاع السبب في ذلك إلى حجم المخ الإنساني. والأخرى: محاولة إرجاع السبب إلى نسبة حجم المخ إلى حجم الجسم. واستعرض هذه الفرضيات وأبحاث أخرى تناولت المخ البشري وأوجه الاختلاف مع أمخاخ الكائنات الأخرى، ولماذا تفرد الانسان باللغة دون غيره من الكائنات. وحلل المحاضر وظائف وخصائص نصفي المخ وعلاقة ذلك باللغة. وقال المحاضر إن جل البحوث المعاصرة توجهت نحو التحقق مما إذا كانت كل العملية الكلامية واقعة في جانب واحد من المخ، أم إن ثمة قدرات لغوية فرعية تكمن في الجانب غير المسيطر عليه، وفي هذا السياق يقول المحاضر إن عددا من الباحثين في مونتريال بكندا وجدوا عشرة مرضى لديهم قدرات كلامية في كلا نصفي المخ، وبتطبيق اختبار الصوديوم أميتال وجدوا أنه يعوق الكلام أياً كان الجانب الذي يتم حقنه. وفيما يتصل بالفترة الحاسمة لاكتساب اللغة قال المحاضر إن البيولوجيين يربطون بين النمو اللغوي ونمو المخ، ويشيرون إلى أن نمو المخ يمثل باعثا بيولوجيا للبدء الحقيقي للغة، هذا البدء الذي نراه ماثلاً في قدرة الطفل على إنتاج تركيب مكون من كلمتين في الفترة من 15 -18 شهراً منذ ميلاده. وطرح المحاضر سؤالا عن مؤشرات نمو المخ التي تواكب هذه البداية الحقيقية للغة؟ وقال إنه إذا لم يتعرض الطفل حتى سن البلوغ إلى نوع من التفاعل اللغوي بسبب أو آخر فإنه سيكون من المتعذر اكتسابه اللغة بعد ذلك لكي يتكلم كلاماً طبيعياً. واستشهد على الفترة الحاسمة في إكتساب اللغة أي فترة الاستعداد المخي لامتلاك الكفاءة اللغوية بحالة الطفلتين الامريكيتين / إيزابيل وجيني/ وكيف أثرت الظروف التي عاشتا في ظلها على قدرتهما على الكلام. وختم المحاضر ورقته بالاشارة إلى أن موضوع /اللغة والمخ/ أكبر وأوسع وأغنى بكثير من أن نستطيع الإحاطة به في سياقنا الحالي، لافتا إلى أنه قدر يكون كافيا للدلالة على أهميته في سياق المعرفة الحديثة أن كثيراً من أقسام اللسانيات في جامعات العالم المتقدم تخصص مقرراً للدارسين فيها بعنوان /اللغة والمخ/. من جهة أخرى تستضيف / خميسية حمد الجاسر/ يوم الخميس المقبل أستاذ الجغرافيا الطبيعية في جامعة الملك سعود الدكتور يحيى بن محمد شيخ أبو الخير في محاضرة بعنوان /الكون .. البداية والنهاية/. // انتهى // 1447 ت م