تعد المدينةالمنورة ثاني مدينة مقدسة في الإسلام بعد مكةالمكرمة وإليها تهفو أفئدة المسلمين من كل مكان ولمنطقة المدينةالمنورة تاريخ عريق فقد عاشت فيها قبل الإسلام مجتمعات كان لها نشاط زراعي وعمراني متميز مازالت آثارها باقية حتى الآن وكانت المدينة آنذاك تُسمى/ يثرب / نسبة إلى أحد أحفاد نوح عليه السلام الذي أنشأها وكانت طريقاً للقوافل بين اليمن والشام وعندما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ عهدها الذهبي وتغير اسمها إلى المدينةالمنورة ونشأت فيها الدولة الإسلامية الأولى وانطلقت دعوتها السمحة إلى الآفاق وجُعل لها حرماً يأمن فيه الإنسان والحيوان والنبات يمتد من جبل عير إلى جبل ثور وبنا فيها صلى الله عليه وسلم مسجده النبوي فصارت مدى الدهر مدينة مقدسة يقصدها المسلمون من أنحاء الأرض للصلاة في مسجدها النبوي ويسلمون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما . ولعل في هذه الأيام ونحن مقبلون على موسم من أعظم المواسم حج بيت الله الحرام بدأت المدينةالمنورة في استقبال وفود حجاج بيت الله الحرام الذين يفضل بعضهم زيارتها قبل أداء فريضة الحج والصلاة بالمسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك زيارة الآثار والمعالم الإسلامية بالمدينةالمنورة كالمساجد وموقعة غزوة أحد وغيرها من المعالم الأخرى . في هذا التقرير رصدت وكالة الانباء السعودية أهم المساجد التاريخية التي تحظى بها المدينةالمنورة والتي يحرص غالبية المسلمين على زيارتها ومعايشة تاريخها . // مسجد قباء // لمسجد قباء أهمية تاريخية في الإسلام لأسباب عدة فهو أول مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينةالمنورة فقد خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده عندما وصل إلى المدينةالمنورة مُهاجراً إليها من مكةالمكرمة وشارك صلى الله عليه وسلم في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضوان الله عليهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته. وقد جاء في الحديث الشريف / من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة / وفي حديث آخر / من خرج حتى يأتي هذا المسجد يعني مسجد قباء فصلى فيه كان كعدل عمرة / . واهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضية فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه وفي سنة 435ه جدده أبو يعلى الحسيني وفي سنة 555ه جدده جمال الدين الأصفهاني وجدده أيضاً بعض الأعيان و المحسنين في اعوام //671 و 733 و 840 و 881 //ه وفي عهد الدولة العثمانية جُدد عدة مرات آخرها في زمن السلطان عبد المجيد وفي العهد السعودي لقي مسجد قباء عناية كبيرة فرُمم وجُددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388ه . //يتبع// 1128 ت م